اقتراع الانتصار

يشكل مشهد السوريين في الخارج المتوافدين بكثافة إلى السفارات والبعثات الدبلوماسية في عواصم العالم للمشاركة في الاستحقاق الرئاسي بصمة وطنية بامتياز لها أثرها في بلاد المهجر كما وصل صداها إلى كل السوريين في أرض الوطن منذ الصباح الباكر مع افتتاح صناديق الانتخاب للسوريين المقيمين في الخارج.

ما سبق هذا اليوم للمقيمين بالخارج عبر العديد من الفعاليات والوقفات التضامنية والرسائل الإلكترونية الكثيفة والفيديوهات التي قاموا ببثها بكل حب عبر مواقع التواصل الاجتماعي أعطى عنواناً واضحاً لانتمائهم لوطنهم في اغترابهم وأن روابطهم مع سورية تمتد من القلب إلى أرضها وكل شبر فيها رغم بعد المسافات.

البعض قطع طريقاً طويلاً للوصول إلى المراكز المحددة للاقتراع والبعض حملوا أطفالهم على أكتافهم ليشاركوا في الانتخاب والعشرات من المسنين قرروا الحضور للإدلاء بأصواتهم بمساعدة أبنائهم وأحفادهم رغبة منهم للتأكيد أنهم في قلب الوطن, مشاهد تختزل قوة السوري وإصراره على الحياة والانتصار.

الصور الأولى التي أرسلت من أستراليا في سيدني وملبورن أعطت شارة البداية لانطلاق عملية الاقتراع في الخارج, وجاء تواجد السوريين منذ اللحظة الأولى لفتح صناديق الاقتراع وما تبعها لاحقاً من صور لمراكز الاقتراع في الدول العربية والأجنبية وبالقارات كافة ليكرس الثوابت السورية وبأن صوت السوري هو الأساس في بناء سورية وإبقائها حرة ديمقراطية, وأن للسوريين أينما كانوا مطلق الحرية بالتعبير عن رأيهم واختيار مرشحهم لمنصب الرئاسة وممارسة حقهم الدستوري وواجبهم الوطني.

اليوم يُهزم الأعداء مجدداً وكذلك المتآمرون, ومن أغلق السفارات ومنع إتمام هذا الاستحقاق نالته الهزيمة أيضاً حيث اليوم الانتخابي مستمر والجاليات السورية في البلدان التي لا يوجد فيها سفارات بإمكانها التوجّه نحو أقرب سفارة للاقتراع وهذا بدا جلياً على الأرض.

ومع مضي الساعات من اليوم الانتخابي يثبت السوريون بجدارة قل نظيرها كيف يرسمون خريطة وطنهم المستقبلية بأيديهم ليدفعوا بمشاركتهم الواسعة إلى الواجهة مؤكدين أن الانتخابات الرئاسية قرار وطني جامع وتعبير عن انتمائهم للوطن وتمسكهم بالقرار السيادي وأن سورية للسوريين ولا أحد يمكنه تقرير مصيرها إلا أبناؤها والكلمة الأولى والأخيرة لهم فقط.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار