ازدحام بالعدوى

يبدو أن ظاهرة الازدحام هذه المرة قد انتقلت إلى مؤسسة الاتصالات مؤخراً.. فلقد تفاجأ الكثيرون بالتجمهر الشديد لدفع فاتورة الهاتف على الكوات الخاصة بدفع الفواتير، وهذه الظاهرة تفاقمت مع ولادة المولود الجديد لمؤسسة الاتصالات منذ حوالي ثلاثة أسابيع، و هو برنامج حديث لدفع الفواتير ويبدو أنه لا يحمل من الحداثة سوى الاسم، ففي السابق لم نكن نرى أي تزاحم سوى في يومي بداية الدورة لدفع الفواتير بينما حالياً ومنذ تطبيق البرنامج والازدحام الشديد مستمر وبشكل يومي ولساعات طويلة.

قد نتفهم الازدحام على المواد التموينية والمحروقات بسبب نقص الكميات وتداعيات الحصار المفروض على سورية، لكن الغرابة في وجوده على دفع فواتير الهاتف حيث لا يمكن تفهم أي تبرير أو عذر لذلك ..!!! بل على العكس يجب أن تمرّ العملية بكل سلاسة وسرعة.
لم يتسنَّ لنا الاطلاع على تفاصيل هذا البرنامج لكن الملاحظ من سلبياته ومنذ بداية تطبيقه البطء الشديد في إجراء عمليات الدفع والعقود وغيرها من الأعمال الخاصة بالهاتف، وخير دليل الشكاوى المرافقة لهذا البرنامج من حجم الخط الصغير جداً على الفاتورة وصعوبةالقراءة، وغياب الكثير من التفاصيل في الفاتورة خلافاً لما كان سابقاً، ما أدى إلى دخول المشترك بمتاهة لا يعرف كيف وماذا دفع ..!!؟ ويرى البعض أنه في حال استمرار هذا البرنامج فإن الأمر سيزداد تعقيداً والازدحام أكثر حدة بعد تطبيق دورة الدفع كل شهر والذي من المتوقع أن تبدأ مع بداية العام الجديد.
فإذا كان عدد الموظفين في سورية حوالى مليونين.. ولوفرضنا أن كل موظف ينتظر على الدور ساعة واحدة فقط ، فمعنى ذلك أننا نهدر كثيراً من الطاقة الانتاجية فما بالك إذا جمعنا الساعات المهدورة على الاماكن الأخرى ،فكم من الوقت سنهدر..؟ بالتأكيد سيكون رقماً كبيراًوله تداعيات مخيفة على الإنتاج وبالتالي على الاقتصاد الوطني !!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار