حلقة مرونة

بدأ منذ عدة أسابيع موسم الإصلاح والترميم على أوتوستراد اللاذقية – طرطوس.. حيث يتكرر المشهد سنوياً،إذ تقوم الآليات بكشط الإسفلت في بعض المقاطع وإعادة تزفيتها من جديد.
من وجهة النظر الظاهرية هذا عمل جيد ومن المفترض أنه يسعى إلى تحسين واقع الطريق والتخلص من أماكن الخلل في الطبقة الإسفلتية، ،لكن هناك بعض المناطق التي تتم إعادة ترميمها وإصلاحها وهي بحالة جيدة ، و من وجهة النظر الواقعية يعتبر الكثيرون أن هذا العمل في مثل هذه الظروف التي تمر بها البلد نوعاً من الهدر وضياع القدرات والإمكانيات في المكان غير المناسب، فالعديد من المقاطع التي يتم كشط الطبقة الإسفلتية العليا فيها هي ليست بحاجة ماسة لإعادة ترميمها وتزفيتها، وبالإمكان تأجيلها، وخاصة أن الكثير من مؤسسات الدولة تشتكي وتتباكى من ضعف الإمكانيات،وبالتالي يمكن توفير تلك الكميات الكبيرة من الإسفلت لتوظيفها في مناطق أخرى هي بأمسّ الحاجة إليها في الكثير من مناطق ريف اللاذقية وكذلك بعض الشوارع داخل مدن المحافظة.
قد يجيب البعض بقوله: إن هذه الاعتمادات مرصودة لمؤسسة المواصلات الطرقية ولا يمكن صرفها باتجاه آخر، لذلك من المنطقي أن يكون هناك حلقة من المرونة بين مؤسسات الدولة بحيث تسمح بتوجيه تلك الكميات من الإسفلت إلى الأماكن الضرورية والتي هي بأمسّ الحاجة إليها، وألا يتم صرف تلك الكميات بغير مكانها المناسب فقط لمجرد تحقيق نسب من الإنجاز نهاية العام.
وإذا كان فعلاً من الصعب تنفيذ هذا الأمر المطروح لمختلف الأسباب،فهناك حل آخر لتحسين واقع الكثير من الطرقات،وهو الاستفادة من الكميات الكبيرة من الإسفلت المجروش والتي تخرج من عملية الكشط بإعادة معالجتها بطريقة فنية وإعادة استخدامها لترميم الكثير من الطرقات التي هي بأمسّ الحاجة للترميم والإصلاح أو إعادة التزفيت.
وفي السياق ذاته نأمل من الجهات المسؤولة في وزارة النقل الاهتمام أكثر بجوانب الأوتوستراد التي تحولت في الكثير من المناطق إلى مكبات مصغرة للقمامة ونمو القصب والأعشاب التي تشوّه الطريق، وكان بالإمكان أن يتحول ذلك الأوتوستراد إلى لوحة من الجمال بزراعته بأنواع مختلفة من الأشجار،كما أن بالإمكان الاستفادة منه بزراعته بأنواع من الأشجار المثمرة المنتجة، وتكون تحت رعاية وعناية مجالس المدن القريبة من الطريق.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار