احتفلتم وماذا بعد؟!

بعد أن هدأت الاحتفالات, وتراجع ضجيج الشعارات, وتوقفت الكاميرات عن الدوران, نسأل ماذا بعد احتفالكم بيوم البيئة الوطني؟ وهل عادت الحياة للأخضر في بلادنا؟ وأين وصلتم في تحقيقات الحرائق ومن هم الجناة ومن أحرق أشجارنا قبل أرواحنا؟
هل تكفي زراعة بضع شجيرات وإطلاق الشعارات لنقول: إن بيئتنا على البال, وإنها في الوجدان؟ والغريب أن الحديث لا يزال مستمراً عن حماية البيئة وتنميتها المستدامة, بينما فقدنا التنوع الحيوي ومعه فقدنا غاباتنا!!
كما هي العادة, خطابات تقولون: إنها توعوية, وأفلام وثائقية وفقرات فنية وطبعاً زراعة أشجار يتوه عنها زارعوها, ويا ليتكم قدمتم في هذه الاحتفالية أسماء الجناة الذين أحرقوا بيوت وأراضي الناس, والذين خنقوا غاباتنا بنارهم وحقدهم, حينها فقط كنا سنصدق شعاركم أن بيئتنا أمانتنا وغاباتنا مسؤوليتنا!!
بيئتنا تنزف حرقاً وقهراً وحزناً, بيئتنا مستقبل مجهول تنتظره الأجيال وتنمية مستدامة عليها السلام! فهل صدقتم اليوم أن البيئة وضرورة حمايتها ليست ترفاً أو ( فزلكة) كما يعتقد البعض؟ وهل اقتنعتم بأنه لم يبقَ من البيئة إلا اسمها واحتفالية يتيمة وشعارات وندوات؟
ما نريده فعلاً حماية ما تبقى من بيئتنا, وما نأمله ربط البيئة بالوطن وإعماره, يكفينا استعراضات وخطابات, فأسطوانة الكلمات صارت مشروخة وطبيعة الوطن تعاني نزيفاً لا يتوقف!
أما الوزارة المعنية فقد ضاعت بين إدارتها المحلية وبيئتنا التي صارت منسية, وبين صمت ولامبالاة وتغييب للقوانين، طلبنا مراراً أن تكون حاضرة, ولكن صرخاتنا تاهت عبر سراديب احتفالاتهم!
نعلم أن الحرب لم ترحم مناطقنا وغاباتنا، وأن التلوث نال من مواردنا الطبيعية، وأن حماية البيئة ليست مسؤولية الوزارة فقط، إنما هي مسؤولية مشتركة للحكومة وللفعاليات الاقتصادية والصناعية وللمجتمع المحلي, وبذلك فقط يمكن رد الاعتبار للبيئة المنسية من جدول الحكومة!
نحلم بإعادة الألق إلى طبيعتنا, ونحلم بأن تكون معركتنا القادمة إعادة الحياة إلى ربوع بلادنا, وأن يعود اللون الأخضر ليزيِّن أرضنا, لتعود سورية كما نحب ونعشق, وبانتظار ذلك اليوم ماذا أنتم فاعلون ببيئتنا أم تكفيكم الاحتفالات؟!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار