مواطن مطواع

صدرت الأوامر الإدارية ،وقضي الأمر ، وبات ما حصل من الماضي . زيادات طالت أسعار سلع ومواد ، فلا أهمية هناك لأي تبعات أو آثار .
كل شي انقضى , وانجلت غمّة النقص مقابل توافر المادة وارتفاع سعرها ،وهذا مبدأ يلقى رضا عند شريحة الميسورين أبطال الأزمات ومستغليها ..
لا يهمّ مدى فظاعة عوز المواطن ، ما هي طرائقه وأساليبه لكي يؤمّن قوت “عياله”. ما يهمّ حسن التطبيق لقرارات وخطط الإدارات العامة، ومنهجها هو الصح ليس غيره ، ولا وقت للخوض في حجم التحديات والضغوطات , هذه هي فلسفتها ومسوّغها ..أما المواطن فما زال يزحف على بطنه وظهره لعله يصل إلى ما يشبع به بطنه ” الشره ” ويطلق كلماته بإشارات تنم عن انزعاج شديد لما يدور في خلده ..
الحكومة سطّرت قراراتها وحسمت أمرها ، ولا خيار أمام المواطن إلا حسن التعاطي والدقة أيضاً ، وتجاوبه كما هو معهود ، يدفع ويشتري بليراته القليلة ،ليسيّر أوضاعاً معيشية غدت صعبة .
لا يسلم ذاك المواطن “الدرويش” من قرارات مؤسساته وانعكاسات صعوبة تنفيذ بعضها ، ليخرج من منزله مضطرباً ، جلّ وقته أمام قائمة أوامر عليا من زوجته لا تقبل النقص أبداً ، ولا التأجيل . هي جاهزة دائماً بذاكرة حديدية تجاه أخطاء زوجها ،لا تتوانى عن كيل اتهامات له بالتقصير, هذه الاتهامات لها أول وليس لها آخر ، وربما تصفه بصفات مشينة أمام قلة حيلته ..
وهكذا يتحول الرجل – والموظف هنا أوفر حظاً – رويداً رويداً إلى صرّاف يوزع راتبه الهزيل بليراته على أفراد أسرته ويدفع ضرائب مؤسساته ، أما هو فليس له من هذا الراتب نصيب وعليه أن يكون مطواعاً . فهو المسكين الذي يدفع الضريبة ،أجير براتب قليل ، لم يحقق له رضا وستر البيت أمام أم العيال ولا التسوية على أتم وجه مع الجهات والإدارات التي تسود بينه وبينها علاقة أقرب للاضطراب والتشويه .
ضرب “الأخماس بالأسداس” لم يعد يأتي بنتيجة ، و أصبح البعض يتكلّم مع نفسه من هول ما يحصل ! وهذا أمر يستدعي الوقوف عنده ، في وقت لم يعد ذا رحمه .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
مجلس الشعب في ذكرى ميسلون .. سورية استطاعت تحقيق انتصارات عظيمة في وجه الحروب والحصارات المتعددة الأشكال سورية تدين اتهام الاحتلال لـ«أونروا» بالإرهاب وتؤكد أنه يأتي ضمن محاولاته لإنهاء دورها وافق على تأمين 5 آلاف طن من بذار البطاطا.. مجلس الوزراء يعتمد الإطار الوطني الناظم لتبسيط إجراءات الخدمات العامة 1092طالباً بالثانوية العامة استفادوا من طلبات الاعتراض على نتائجهم قيمتها ١٥٠ مليون ليرة.. أين ذهبت مولدة كهرباء بلدة «كفربهم».. ولماذا وضعت طي الكتمان رغم تحويل ملفها إلى الرقابة الداخلية؟ الديمقراطيون الأميركيون يسابقون الزمن لتجنب الفوضى.. الطريق لايزال وعراً وهاريس أفضل الحلول المُرّة.. كل السيناريوهات واردة ودعم «إسرائيل» الثابت الوحيد هل هي مصادفة أم أعمال مخطط لها بدقة «عائلة سيمبسون».. توقع مثير للجدل بشأن مستقبل هاريس تطوير روبوتات لإيصال الأدوية عبر التسلل إلى دفاعات الجسم المكتبة الأهلية في قرية الجروية.. منارة ثقافية في ريف طرطوس بمبادرة أهلية الأسئلة تدور.. بين الدعم السلعي والدعم النقدي هل تفقد زراعة القمح الإستراتيجية مكانتها؟