منغصات

في بلاد شهدت شتى أنواع و أشكال الحروب , بما فيها حرب الحصول على لقمة العيش، مقابل أن نبقى على قيد الحياة ، وأمست حياتنا فيها عبارة عن انتظار ضوء ما في آخر النفق أو حتى بارقة أمل ، تحولت فيها الحياة إلى ما يشبه الحياة، عبارة عن تنقل لتأمين الحد الأدنى من متطلبات الحياة اليومية، والتي أصبحت عبئاً ثقيلاً على الرغم من بساطة وتواضع الحدّ الأدنى من شيء اسمه (حياة).
الا أن السمة العامة للمشهد هي الضبابية والتعقيد ، فلم تعدّ مخالفات إنتاج الرغيف تعني الناس، و لا تدني جودته أو النقص بعدد الأرغفة , ما يعنيهم فقط الحصول على لقمة الخبز كيفما كانت .. ليتصدر المشهد ربطة الخبز السياحي، الأمر الذي يجبر الكثيرين على شراء الربطة الواحدة بـ ١٥٠٠ ليرة. .!
ثم الانتقال للوقوف لساعات على الطرقات، للحصول على موطئ قدم بأية حافلة تقلنا إلى وجهتنا اليومية، حتى أصبح هذا الانتظار جزءاً من حياتنا اليومية وفي حال صدف أننا لم نتعرض للمشادات اليومية نهمس سراً أن العناية الإلهية تدخلت ومرّ هذا اليوم بسلام.. وهكذا دواليك ..الانتظار على بعض الاساسيات في ازدحام الغلاء وغيرها …
حياتنا تحولت لعادات يومية في الأزمات الخانقة حتى حدود غير مقبولة .. ليبقى السؤال علناً وبكل صراحة: ترى هل يعيش المسؤول وذووه تفاصيل مشاعر هذه الانتظارات ؟!
متى تتحرك الجهات المعنية للعمل جدياً للحفاظ على ما تبقّى من ماء وجه المواطن المسكين، لأنه حتى لو كانت وعودها حقيقية وتحمل انفراجات، إلا أن عدم الثقة وانعدام الأمل بأي جهة هما سيد كل الانتظارات ؟ فهذه الحرب كفيلة بقتل أي أمل لدى صغار هرمت قبل آبائها.. رفقاً بأرواحنا فلم تعد تتحمل طوابير جديدة أو انتظارات جديدة .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار