إدارة الأزمات الخاطئة

يعاني البلد على امتداد جغرافيته من ظروف عصيبة لم يسبق أن عاشها، فبعد عشر سنوات من الحرب التي أتت على الأخضر واليابس يأتي الحصار الاقتصادي الغربي الجائرة ضد شعبنا الصامد والصابر ، و يمتد حتى يطول رغيف الخبز وأبسط مقومات الحياة ، وقد أفرزت هذه الضغوطات جملة من المعطيات الجديدة تمثلت بالطوابير الطويلة والمزدحمة على مقومات الحياة الأساسية الخبز والغاز والمازوت والبانزين بظواهر غريبة ومريبة ، ولكن مايلفت النظر هو آليات معالجة هذه الظواهر من قبل الجهات المختصة والمسؤولة والتي تتمثل في معظمها بإدارة هذه الأزمات وليس بمعالجتها ؟! ومن المعروف أن شريحة واسعة من المواطنين تحولت خلال الظروف التي ذكرناها من طبقة وسطى الى طبقة ترزح تحت خط الفقر وازدادت نسبة الطبقة فوق الوسطى والغنية بإضافة تجار الأزمات والحروب..
فكثير من الصناعيين تحولوا إلى العمالة وكثير من الحرفيين المهرة تحولوا الى أجراء وكثير من الفقراء الذين كانوا يعتاشون على أعمالهم اليومية باتوا بلا عمل والكثير الكثير من المزارعين ومربي الدواجن والثروة الحيوانية تحولوا إلى عاطلين عن العمل أو ماشابه ذلك… وزاد عدد المجرمين والنشالين و”الحرامية” ومتعاطي الممنوعات ، ومازالت بعض مؤسساتنا تبحث عن إدارة الأزمة بدلاً من معالجتها من خلال إعادة الصناعيين والحرفيين والمزارعين وووو….. إلى أماكنهم المنتجة بأي شكل من الأشكال ، ولن أخفي عليكم فإن الدور الأخطر من تحويل المجتمع من منتج إلى مستهلك لعبته سياسة توزيع السلل والحصص الغذائية والمساعدات حتى هذه السياسة دمرت الكثير من مقومات المواطن المبدع والمنتج والمتطور وجعلت منه مواطناً كسولاً ينتظر أن تصله الإغاثات إلى باب منزله ، وبات علينا أن ندرك ذلك وننتهج سياسة صحيحة ولو كانت بطيئة حتى يعود المجتمع إلى كينونته ….وإلا “راحت” علينا وعلى أولادنا …ودمتم .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار