الاستثمار المفقود ..!

قوة واحدة فقط تحكم الاقتصاد يحكمها رأس المال من جهة, والعقل البشري من جهة أخرى, وبذلك يشكلان الركن الأساسي لها , فكلما كان رأس المال المستثمر متفقاً مع قوة العقل, كانت أسباب القوة الأوفر حظاً للبقاء مهما كانت الظروف المحيطة بالحالة الاقتصادية. لكن بقراءة بسيطة لماهية المشروعات الاستثمارية , نجد أنها في غالبيتها تكتسب صفة الاستثمار (الربحي السريع والخفيف) والتوجه العام نحو إقامة مشروعات في مجالات الاستهلاك المباشر و المردود الأسرع مادياً كالصناعات الغذائية والأدوية على اعتبارها استهلاكاً يومياً ومباشراً ..
وبالتالي هذا الاستثمار على الرغم من أهميته يعتبر نقطة ضعف كبيرة في تركيبة الاقتصاد من جهة , وطريقة التفكير والتعاطي لأصحاب رأس المال , وأصحاب القرار الاقتصادي للمشروعات الصغيرة منها والكبيرة من جهة أخرى , وهذا بدوره يثير مجموعة من التساؤلات جلها يدور حول طريقة التعاطي مع هذه التركيبة , وخاصة لجهة توفير المقومات الأساسية والبيئة المناسبة التي تؤمن قوة إضافية للاقتصاد من جهة , وحماية السوق المحلية وتأمينها من جهة أخرى , ليس في حالات الرخاء فحسب بل في وقت الشدة أيضاً وهذا ما افتقدناه تماماً خلال الأزمة الحالية , فكان الاعتماد الكلي على الاستيراد لاستنزاف مخزون الخزينة من القطع الأجنبي..! وعندما تعترض على سياستهم وتعاتبهم قليلاً تجد حججهم كثيرة , ليس من أهل المال فحسب , بل من أهل الشأن الاقتصادي ومن يعاونهم في رسم الاستراتيجيات وتقديم التسهيلات , وجميعهم يتهمون الروتين والإجراءات وضعف المقومات والمعوقات وغيرها كثير, نذكر منها على سبيل المثال: تعدد التشريعات والقوانين الناظمة للاستثمار , والجهات المنوط بها رعايته والإشراف عليه , وتعقيدات الإجراءات المتعلقة بإجراءات الترخيص , وأهمها سياسة تطفيش الاختراعات والإبداعات الوطنية ..!
لكن للأسف إلى الآن لم نصل إلى الاستثمار الصحيح للعقل البشري , بدليل الكم الهائل من الاختراعات التي تعرض سنوياً, والأخطر التي تهرب وتستثمر في بلدان أخرى لتعود سلعاً نستهلكها بأضعاف ثمنها وجلّ ما نتمناه الرعاية للإبداع البشري ورأس المال لوطني , فهل ننتظر طويلاً لرؤية استثمار كهذا يحكمه العقل دون شهوة الربح السريع ..!؟
Issa.samy68@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
وزير الإعلام: شاشة التلفزيون العربي السوري لاتزال أنموذجاً إعلامياً يحترم عقل المشاهد ويعلي قيمه مجلس الشعب في ذكرى ميسلون .. سورية استطاعت تحقيق انتصارات عظيمة في وجه الحروب والحصارات المتعددة الأشكال سورية تدين اتهام الاحتلال لـ«أونروا» بالإرهاب وتؤكد أنه يأتي ضمن محاولاته لإنهاء دورها وافق على تأمين 5 آلاف طن من بذار البطاطا.. مجلس الوزراء يعتمد الإطار الوطني الناظم لتبسيط إجراءات الخدمات العامة 1092طالباً بالثانوية العامة استفادوا من طلبات الاعتراض على نتائجهم قيمتها ١٥٠ مليون ليرة.. أين ذهبت مولدة كهرباء بلدة «كفربهم».. ولماذا وضعت طي الكتمان رغم تحويل ملفها إلى الرقابة الداخلية؟ الديمقراطيون الأميركيون يسابقون الزمن لتجنب الفوضى.. الطريق لايزال وعراً وهاريس أفضل الحلول المُرّة.. كل السيناريوهات واردة ودعم «إسرائيل» الثابت الوحيد هل هي مصادفة أم أعمال مخطط لها بدقة «عائلة سيمبسون».. توقع مثير للجدل بشأن مستقبل هاريس تطوير روبوتات لإيصال الأدوية عبر التسلل إلى دفاعات الجسم المكتبة الأهلية في قرية الجروية.. منارة ثقافية في ريف طرطوس بمبادرة أهلية