نصر دبلوماسي إيراني

تترقب طهران رفع حظر الأسلحة المفروض عليها الأحد القادم, بعد مرور 10 سنوات من الحظر الجائر رغم كل المحاولات غير القانونية والضغوط التي مارسها المسؤولون الأمريكيون لإقناع أغلبية أعضاء مجلس الأمن وأطراف الاتفاق النووي بتمديد الحظر على إيران, إذ ستتمكن طهران اعتباراً من الأحد القادم من أن تشتري السلاح وتبيعه لمن تشاء, في انتصار كبير للدبلوماسية الإيرانية وفشل جديد للإدارة الأمريكية.
قبل عشرة أيام من الموعد المحدد, استبقت واشنطن قرار مجلس الأمن رفع الحظر عن إيران, باستعراض عضلات جديد وإقرار “عقوبات” عدوانية بحق 18 مصرفاً إيرانياً رئيسياً في محاولة للتغطية على هزيمتها المرة بحشد تأييد دولي لتمديد الحظر على طهران. “العقوبات” التي رأت فيها طهران خير برهان على أن واشنطن بلغت مرحلة من الجنون والهستيريا في التعاطي مع الملف الإيراني خاصة في ظل الخذلان الدولي الذي أصيبت به.
وخشية واشنطن ومن ورائها حليفها الإسرائيلي, من رفع حظر الأسلحة هو قيام طهران بعقد صفقات أسلحة مُتطورة مع موسكو وبكين, واقع الحال الذي يدعم مقاومة إيران للضغوط الأمريكية ويمنحها فرصة أخرى في حال خسر دونالد ترامب الانتخابات الرئاسية المقبلة وفاز جو بايدن الذي أعلن صراحة رغبته في العودة إلى الاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب عام 2018، ما يفتح الطريق واسعاً أمام تدشين مرحلة جديدة تطيح بالمعادلة التي حاول الحلف الصهيو-أمريكي فرضها على المنطقة.
وعليه, فأنه لن يكون مفاجئاً أن تقدم الإدارة الأمريكية خلال الأيام القادمة على فرض “عقوبات” على جهات أو أشخاص لا يمكن توقعهم, خاصة أن متتبع السياسة الأمريكية يعرف أن الأميركيين مدمنون على استخدام “العقوبات” ضد الدول التي لا تنضوي تحت عباءتهم, ظناً منهم أنها “السلاح الفعال للي ذراع تلك الدول ودفعها للبحث عن بدائل من الدولار الأميركي”.
إلا أن طهران استطاعت خلال السنوات الماضية أن تتصدى بحزم لأميركا وسياساتها العدوانية, حيث تعاملت مع الولايات المتحدة بلغة القوة ومع المجتمع الدولي بلغة الدبلوماسية الذكية المتماهية مع القوة, خاصة عندما وجهت طهران إنذاراً إلى الدول الأوروبية قبيل التصويت في آب الماضي مفاده أن تصويتهم إلى جانب مشروع القرار الأمريكي سيؤدي إلى نهاية الاتفاق النووي والتزامها به، ويبدو أن رفع حظر الأسلحة المرتقب مطلع الأسبوع المقبل يعني أن الإنذار الإيراني آتى أكله في هزيمة تاريخية لواشنطن ستتجرع مرارتها طويلاً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار