كوكب المريخ ..!!

بدون سابق إنذار.. وجدت عائلاتٌ فقيرةٌ نفسها فجأة محرومة من طعمه “الناشف” الذي بات مأكولاً أساسياً بعد اكتساح الغلاء معيشتها، بفعل قانون “البطاقة الذكية” التعسفية، فالخبز أصبح مزركشاً ولم يعد خطاً أحمر حتى مع إصرار المسؤولين على ترديد سيمفونية دعمه، لكن طوابير الانتظار الطويلة وصلت إليه بفعل فاعل وكشفت- مع “تعتير” المواطن بنيل أرغفة “قليلة” -المستور .
ادعاءات الوفر الكبير من تطبيق البطاقة الذكية على مادة الخبز ليس إنجازاً يحسب لمسؤولي التجارة الداخلية العاجزين عن ردع التجار وضبط الأسواق، وخاصة في ظل الانحدار السريع لعائلات كثيرة نحو خط الفقر، ما يستلزم تقديم المعونة الاجتماعية وليس دعماً مدوناً على الورق فقط، لكن للأسف حصل العكس عبر سحب البساط من تحت أقدام الفقراء والاعتماد على جيوبهم في حل أزمات من إنتاج تقصير أهل المناصب المصرين على اعتماد أسلوب الجباية السهل والخلاص المؤقت بينما يمكن التوجه إلى خيارات أكثر منفعة عند الإدارة الذكية لموارد البلاد واستثمارها بطريقة تمكّن الاقتصاد المحلي من الوقوف على رجيله وتنقذ المواطن من ورطاته المعيشية كالزراعة والصناعة، القطاعان اللذان لم يشهدا بوادر تطبيق سريعة لدعمها بنفس السرعة التي توجه فيها المعنيون لتطبيق البطاقة الذكية على الخبز وغيره من دون إجراء دراسات دقيقة تظهر سلبيات التطبيق المستعجل وتداركها تجنباً لفخ الطوابير و”شنططة” المواطنين.
تكرار أخطاء البطاقة الذكية ما كانت لتظهر لو فُعلت في وقت لا يعاني المواطن كدر العيش.. ولقمته في خطر، وبالتالي ليس المهم توفير بعض الملايين التي قد تذهب إلى جيوب الفاسدين المسيطرين على خيرات مؤسساتنا.. بقدر ماهو تأمين مستلزمات صمود المواطن لحين الفرج وتحقيق التحسن الاقتصادي المنشود، وهذا يتطلب قرارات “ذكية” همّها تبديل حال معيشة المواطنيين وليس “بطاقة” كلفت المليارات في الزمن الصعب وضخمت إنجازات ليست في محلها ولا توقيتها الصحيح .. بشهادة راتب قزم وغلاء مستعر يأكل الجيوب وتصريحات مسؤولين يعيشون في كوكب المريخ.
rihabalebrahim@yahoo.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار