جوهر الخلل!!

في كل مرة تعتزم الحكومة على «حلحلة» قانون الاستثمار الذي « طال انتظاره » وتجري مراجعته حالياً بعد أن درس سنوات في أروقة الحكومة ..
لكن ضعف التنسيق وغياب الانسجام بين الجهات المعنية بهذا الملف هما الذريعة الأقوى التي على الأغلب ما تتسبب في تعطله كغيره من المشاريع الاستثمارية والتنموية التي تساهم في تنمية الاقتصاد الوطني.
وربما من المفيد الإشارة إلى أن قوانين الاستثمار يجب ألا تتغير بسرعة، ليس لأنها مرتبطة باستقرار الاستثمارات المحلية أو الأجنبية فقط, بل لأن لها علاقة بدراسات الجدوى التي تبنى عليها المشاريع ولأنها من عناصر الجذب الرئيسة للاقتصاد الوطني.
التعديلات المرتقبة للقانون يفترض أن تذهب إلى توحيد الإعفاءات والحوافز لوضعها تحت مظلة ومرجعية قانونية واحدة والتركيز على القيمة المضافة في استثمارات المناطق التنموية لتهيئة حلبة وبيئة مثالية للمستثمرين، ونحن على يقين بأننا نحتاج اليوم مراجعة أغلب ما سمعناه وقرأناه عما آل إليه حال استثمارنا.
ولا يخفى على أحد أن الاستثمار مطلوب في أي بلد وهو حاجة وضرورة ولدينا عشرات المشاريع لو استكملت لوفرت عشرات الآلاف من فرص العمل وساهمت في تحسين أداء الاقتصاد وولدت مشاريع جديدة، وهذه المزايا التي نطالب بزيادتها يجب أن تشمل المستثمر المحلي أولاً، يخيل إلينا أن الكرة اليوم في ملعب الحكومة لأنها صاحبة القرار في تقديم الميزات والتسهيلات والتشريعات، ولاسيما لجهة الاستثمارات الأجنبية لتتلاءم مع متغيرات العصر والتطورات المستجدة بشرط المحافظة على سلطة القرار الاقتصادي وعدم المساس بمكتسبات الدولة, والأهم استقطاب رؤوس الأموال المهاجرة التي سرّبت الحرب الكثير منها إلى الخارج.
وحتى نستطيع أن نرتقي إلى مستوى تتمكن فيه سياساتنا الاستثمارية من المساهمة بفعالية في رفع مستوى أداء الاقتصاد الوطني لابد من إعادة النظر في التشريعات الناظمة للعملية الاستثمارية وتوحيدها في ظل تعدد الجهات المعنية بالاستثمار وتعدد القوانين التي تحكم العملية الاستثمارية، وهنا يجب التأكيد على دمج القوانين المعنية بتشجيع الاستثمار التي تمنح إعفاءات وامتيازات للمستثمرين، والإسراع في إصدار قانون الاستثمار الذي أشبع دراسات ومناقشات من خلال قانون عصري واحد، يكون الأقدر على التعامل مع المستثمرين ومعرفة متطلباتهم وحاجاتهم، فالأسباب عديدة وراء كثرة الكلام، وقلة الالتزام، فالإصلاح والتغيير يتطلبان الجرأة والمسؤولية من جهة، وهذا غائب عملياً، وفي النتيجة هو جوهر الخلل!!
hanaghanem@hotmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
وزير الإعلام: شاشة التلفزيون العربي السوري لاتزال أنموذجاً إعلامياً يحترم عقل المشاهد ويعلي قيمه مجلس الشعب في ذكرى ميسلون .. سورية استطاعت تحقيق انتصارات عظيمة في وجه الحروب والحصارات المتعددة الأشكال سورية تدين اتهام الاحتلال لـ«أونروا» بالإرهاب وتؤكد أنه يأتي ضمن محاولاته لإنهاء دورها وافق على تأمين 5 آلاف طن من بذار البطاطا.. مجلس الوزراء يعتمد الإطار الوطني الناظم لتبسيط إجراءات الخدمات العامة 1092طالباً بالثانوية العامة استفادوا من طلبات الاعتراض على نتائجهم قيمتها ١٥٠ مليون ليرة.. أين ذهبت مولدة كهرباء بلدة «كفربهم».. ولماذا وضعت طي الكتمان رغم تحويل ملفها إلى الرقابة الداخلية؟ الديمقراطيون الأميركيون يسابقون الزمن لتجنب الفوضى.. الطريق لايزال وعراً وهاريس أفضل الحلول المُرّة.. كل السيناريوهات واردة ودعم «إسرائيل» الثابت الوحيد هل هي مصادفة أم أعمال مخطط لها بدقة «عائلة سيمبسون».. توقع مثير للجدل بشأن مستقبل هاريس تطوير روبوتات لإيصال الأدوية عبر التسلل إلى دفاعات الجسم المكتبة الأهلية في قرية الجروية.. منارة ثقافية في ريف طرطوس بمبادرة أهلية