مسابقات

تعجز وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل اليوم عن إيجاد عمل لمن لا يستطيع تأمين كفاف يومه, وحذت بعض وزارات أخرى حذوها, وأصبحت المسابقات شماعة الأمل الكاذب للكثير من الخريجين الذين يحاولون اليوم البحث عن فرصة عمل, وإن كان ذلك العمل لا يمت لاختصاصهم من قريب أومن بعيد, وهو ما نعيش أدق تفاصيله في الأحياء الفقيرة , ووزارة الصناعة التي تبنت العديد من المسابقات في مدينة حمص -على سبيل المثال- لم تثمر إلا خيبة أمل لأكثر من ستة آلاف شاب وشابة تكبدوا عناء الذهاب إلى شركة الأسمدة وبعد حوالي العامين نجد أن الشركة تديرها شركة خاصة وتستنزف كل ما فيها من دون أن يتم تحديث آلة واحدة , كما ورد في شروط العقد ، وكردة فعل واضحة أعلنت الوزارة عن مسابقات أخرى في شركات تفتقر إلى العمالة النوعية كالنسيج والألبان والكحوليات لنجد مصيرها كسابقتها عدا عن وعود سابقة بحتمية إتمامها.
يفترض بالوزارات أن تجد حلاً لمشكلة المسابقات والتخفيف ما أمكن من الوقت للتعيين والتقليل من تأثير هذا أو ذاك في سيرها وإقصاء المحسوبيات التي أصبحت سمة النجاح في أي مسابقة, وإن أخضعوها ظاهرياً للأتمتة ليبدو الجميع متساوين أمامها.
الخدمة الاجتماعية التي تقدمها الوزارات من خلال عقود التعيين الموسمية أو الدائمة لم تعد تجدي نفعاً أمام كل هذا التضخم الذي نشهده في حياتنا, بدءاً من الغلاء الفاحش وانتهاء بالمضاربات التي يتعمدها البعض خفضاً لسعر العملة الوطنية وبالتالي عزوف الشباب عن الوظيفة العامة التي أصبحت اليوم هدراً للوقت والجهد إلا إذا كانت تحمل في طياتها فائدة إضافية يمكن أن يدفع من أجلها طالب الوظيفة الغالي والنفيس للحصول عليها.

esmaeelabdulh@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار