صناعة الممكن…!

يخطئ من يراهن على تطور صناعي كبير دون مكون الصناعات التحويلية , والخطأ الأكبر تجاهل حجمه ليس في الجسم الصناعي فحسب , بل على مستوى الاقتصاد بكل مكوناته, على اعتباره الأداة الفعّالة في تعديل وتغيير الهيكلية الاقتصادية والتحكم في مفاصلها و تحديد أهدافها أيضاً ..
ونحن نعترف بأن صناعتنا التحويلية مازالت دون المستوى المطلوب والمأمول منها في العملية التنموية خلال السنوات السابقة لجملة من الظروف الصعبة التي مرّت بها في مقدمتها: عدم وجود الرؤى المستقبلية الواضحة لتفعيل دورها بالصورة المطلوبة على مستوى التنمية الوطنية بكافة أشكالها , رغم كثرة الاستراتيجيات وبرامج التأهيل والتطوير التي رسمتها وأعدتها الجهات الوصائية بقصد الاقلاع بها وتطويرها بما يحقق الاستثمار الأمثل لمكوناتها ومواردها والتي من شأنها زيادة الانتاجية والعائدية الاقتصادية على المستوى الكلي وليس على القطاع ذاته.
ولا ننكر أن الصناعة التحويلية في سورية حققت المزيد من نقاط القوة خلال العقود الماضية وزادت من وجودها ضمن التركيبة الاقتصادية التي نمت كما زادت من نموها وفق الامكانات المتوافرة , إلا أنها مازالت تعاني مشكلات وصعوبات غاية في الأهمية , في مقدمتها ضعف التمويل ومؤسساته , سواء أكان الأمر متعلقاً بتمويل البنوك أم السوق المالية الغائبة كلياً عن مسرح التمويل الهادف , ناهيك عن ضعف المؤسسات المالية الخدمية الأخرى كالتأمين على أقل تقدير ..!
وهذا يسوقنا الى ذكر صعوبات أخرى لا تقل أهمية عما ذكر , لاسيما فيما يتعلق بالأداء الإداري ومركزية القرار وشخصنة الوظيفة , وضعف الصلاحيات والمحاسبة , وانعدام روح المبادرة و والهروب من المسؤولية , ونقص المهارات الإدارية الحديثة , وعدم القدرة على اتخاذ القرارات وفق المعايير الاقتصادية , وغيرها من المشكلات التي تتعلق بقطاع الصناعات التحويلية ..
لهذه الأسباب وغيرها وخاصة في ظل (الظروف الراهنة) نحتاج لرؤية مستقبلية تتضمن استراتيجية تأخذ بالحسبان تطويرها لعقود قادمة بحيث تعتمد هذه الاستراتيجية على خطط سنوية يتم تنفيذها وفق مؤشرات اقتصادية تبنى على أساس الإمكانات المتاحة والمتوافرة والتي يتم من خلالها استثمار الطاقات المتاحة المادية والبشرية وتطويرها بما يخدم الاستراتيجية المرسومة على امتداد عقود قادمة وليس لسنوات , والأهم من ذلك اعتماد اسلوب المحاسبة المباشر بعد انتهاء كل دورة إنتاجية فيحاسب المسيء, ويكافأ المصيب عندها نستطيع الوصول لصناعة تحويلية متطورة بامتياز, تساهم في زيادة الناتج الاجمالي المحلي وانعكاسه بصورة مباشرة على الواقع المعيشي للمواطن ..!

Issa.samy68@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
سورية تدين اتهام الاحتلال لـ«أونروا» بالإرهاب وتؤكد أنه يأتي ضمن محاولاته لإنهاء دورها وافق على تأمين 5 آلاف طن من بذار البطاطا.. مجلس الوزراء يعتمد الإطار الوطني الناظم لتبسيط إجراءات الخدمات العامة 1092طالباً بالثانوية العامة استفادوا من طلبات الاعتراض على نتائجهم قيمتها ١٥٠ مليون ليرة.. أين ذهبت مولدة كهرباء بلدة «كفربهم».. ولماذا وضعت طي الكتمان رغم تحويل ملفها إلى الرقابة الداخلية؟ الديمقراطيون الأميركيون يسابقون الزمن لتجنب الفوضى.. الطريق لايزال وعراً وهاريس أفضل الحلول المُرّة.. كل السيناريوهات واردة ودعم «إسرائيل» الثابت الوحيد هل هي مصادفة أم أعمال مخطط لها بدقة «عائلة سيمبسون».. توقع مثير للجدل بشأن مستقبل هاريس تطوير روبوتات لإيصال الأدوية عبر التسلل إلى دفاعات الجسم المكتبة الأهلية في قرية الجروية.. منارة ثقافية في ريف طرطوس بمبادرة أهلية الأسئلة تدور.. بين الدعم السلعي والدعم النقدي هل تفقد زراعة القمح الإستراتيجية مكانتها؟ نقص «اليود» في الجسم ينطوي على مخاطر كبيرة