بين بومبيو وكوشنر

قالها صراحة ثعلب السياسية الأمريكية هنري كيسنجر مستشار الأمن القومي الأمريكي “1969” ثم وزير خارجية “1973- 1977” في ظل حكومة الرؤساء ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد منذ ذلك الوقت في كتابه “مصر من ناصر إلى حرب أكتوبر من أرشيف سفير”: “لقد حصلنا على كل شيء ولم نعط شيئاً”, بعد اتفاقية كامب ديفيد عام “1979” ورغم صراحة الرجل الثعلب إلا أنه تم عقد ما يسمى اتفاقية أوسلو 1 “1993” ثم وادي عربة 1994 ثم أوسلو 2 “1995” مع الكيان الصهيوني ومع هذا لم تتعلم وتتعظ بعض المشيخات من عبر ودروس ونتائج الاتفاقيات المومأ إليها بل راحت تطبع مع الكيان الصهيوني تحت الطاولة تارة وفوق الطاولة تارة أخرى تحت مسميات رمادية, مرة التعاون الاقتصادي أو الرياضي أو التسامح الديني وآخرها الهواجس من وجود عدو افتراضي.
بهذه العقلية الثابتة عند الإدارات الأمريكية المتعاقبة ومنطق المضافة وبيت الشعر العربي يجول وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وجاريد كوشنر صهر ومستشار فوق العادة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب كل على حدة، ورغم كل المآخذ والانتقادات بحق ترامب واتهامه بالمحسوبية وتحويل البيت البيضاوي لمرتع للأصهار والأحفاد إلا أن أعداء وأصدقاء ترامب اتفقوا على أن صهره ومستشاره المحبب المقرب المدلل ومبعوثه الخاص جداً هو الرئيس الفعلي وطباعه عكس مزاج عمه فهو هادئ ومصقول الشخصية وعنيد وغامض ومتحفظ وقليل الكلام و”التغريد” والأهم مما تقدم أنه عاشق ودماؤه صهيونية صافية .
أذاً لا عجب أن يطرح كوشنر منذ يومين فقط ويؤكد لكل المطبعين القدامى والمطبعين في المستقبل إنه مهما أنجزت من اتفاقيات بين بعض الدول العربية و”إسرائيل” تحت عنوان السلام فسوف تحافظ واشنطن على التزامها بتزويد “تل أبيب” بأسلحة تضمن تفوقها على كل المنطقة عامة والعربية المجاورة خاصة، بل ستبقيها مهيمنة وصاحبة القرار والنفوذ.
هل هناك وضوح أكثر من هذا الوضوح, فهم بكل بساطة يأخذون كل شيء ولا يعطوننا أي شيء من حقوقنا في الأراضي العربية التي سلبت واحتلها الكيان الصهيوني 1967 ولم يؤخذ من شعار ” الأرض مقابل السلام” إلا الوعود التي تم أغراء بعض العربان بها من “إسرائيل” بل على العكس من ذلك يتم قضم مزيد من الأراضي الفلسطينية من قبل الكيان الصهيوني يوماً بعد يوم وانفتاح أكثر فأكثر من بعض العربان والذرائع جاهزة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
سورية تدين اتهام الاحتلال لـ«أونروا» بالإرهاب وتؤكد أنه يأتي ضمن محاولاته لإنهاء دورها وافق على تأمين 5 آلاف طن من بذار البطاطا.. مجلس الوزراء يعتمد الإطار الوطني الناظم لتبسيط إجراءات الخدمات العامة 1092طالباً بالثانوية العامة استفادوا من طلبات الاعتراض على نتائجهم قيمتها ١٥٠ مليون ليرة.. أين ذهبت مولدة كهرباء بلدة «كفربهم».. ولماذا وضعت طي الكتمان رغم تحويل ملفها إلى الرقابة الداخلية؟ الديمقراطيون الأميركيون يسابقون الزمن لتجنب الفوضى.. الطريق لايزال وعراً وهاريس أفضل الحلول المُرّة.. كل السيناريوهات واردة ودعم «إسرائيل» الثابت الوحيد هل هي مصادفة أم أعمال مخطط لها بدقة «عائلة سيمبسون».. توقع مثير للجدل بشأن مستقبل هاريس تطوير روبوتات لإيصال الأدوية عبر التسلل إلى دفاعات الجسم المكتبة الأهلية في قرية الجروية.. منارة ثقافية في ريف طرطوس بمبادرة أهلية الأسئلة تدور.. بين الدعم السلعي والدعم النقدي هل تفقد زراعة القمح الإستراتيجية مكانتها؟ نقص «اليود» في الجسم ينطوي على مخاطر كبيرة