معضلة العقار

إلى هذه اللحظة اضطر أحد المواطنين لدفع مبلغ 53 مليون ليرة لقاء ترميم منزله الذي سقطت عليه قذيفة في شارع بغداد، ومن يعرف ربما هو بحاجة لدفع ذات المبلغ أيضاً لحين إتمام كامل عمليات الترميم واستلام المنزل من قبل المهندس المشرف، فقد أصبح تذبذب سعر الصرف شماعة لغلاء أي شيء ومنها مواد البناء، تلك الشماعة التي تتلاشى عند انخفاض الدولار وتنتعش على ألسنة بعض التجار عند ارتفاعه.

فما بين ارتفاع أسعار مواد البناء بالفعل واستغلال بعض التجار ومهندسي البناء ذهبت أموال المواطن الغلبان الذي انتقل لترميم منزله في الريف “من قريبو” بعد أن استنفد الأجار طاقته المادية والمعنوية بالكامل. فقد تضاعفت تكلفة أسعار مواد البناء أكثر من 200% والحجة ارتفاع سعر الدولار، وربما الحديث عن الترميم لايزال محمولاً نوعاً ما إذا ما انتقلنا الى أسعار العقارات.
حيث تصنف آخر الدراسات العقارية دمشق في المرتبة الثامنة من بين أغلى عشر مدن في العالم في مؤشرات أسعار المكاتب والعقارات، فهي تفوقت بذلك على موناكو أغلى مدن العالم حالياً بحسب تصنيف دليل عقارات العالم 2017 إضافة إلى فيينا وجنيف وسنغافورة وهونغ كونغ.
لكن العجيب في الأمر هو صحيح أن سعر العقارات في الدول المذكورة باهظة لكنها على الأقل مدن جيدة للعيش .. فمثلاً صنفت فيينا كثاني أفضل مدينة للعيش في العالم، لكن لماذا أسعار العقارات مرتفعة في دمشق وقد صنفت كأسوأ مدينة للعيش في العالم في نفس العام 2017، والأنكى من ذلك أن كل هذه التصنيفات أجريت و سعر الدولار كان لا يتجاوز 500 ليرة فما بالك اليوم وقد تخطى حدود الألفي ليرة؟
المتابع لأسعار العقارات يلاحظ ارتفاعاً جنونياً بسعرها في الفترة الأخيرة، واذا ما استفسرت عن سبب ارتفاع أسعار العقارات الأخير فإن خبيري العقارات يؤكد لك بأن سوق العقارات يحدده العرض والطلب ومكان العقار وليس سعر الدولار، لا سيما مع تحول العقار من كونه وسيلة استثمارية لوسيلة ائتمانية كالذهب تماماً يحافظ من خلاله المواطن على قيمة العملة التي بحوزته
ويبقى السؤال أخيراً : من يقوم بتسعير العقارات ؟وهل هناك جهة مسؤولة عن ذلك أم إن الأمر متروك لاستغلال تجار وسماسرة العقار؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
سورية تدين اتهام الاحتلال لـ«أونروا» بالإرهاب وتؤكد أنه يأتي ضمن محاولاته لإنهاء دورها وافق على تأمين 5 آلاف طن من بذار البطاطا.. مجلس الوزراء يعتمد الإطار الوطني الناظم لتبسيط إجراءات الخدمات العامة 1092طالباً بالثانوية العامة استفادوا من طلبات الاعتراض على نتائجهم قيمتها ١٥٠ مليون ليرة.. أين ذهبت مولدة كهرباء بلدة «كفربهم».. ولماذا وضعت طي الكتمان رغم تحويل ملفها إلى الرقابة الداخلية؟ الديمقراطيون الأميركيون يسابقون الزمن لتجنب الفوضى.. الطريق لايزال وعراً وهاريس أفضل الحلول المُرّة.. كل السيناريوهات واردة ودعم «إسرائيل» الثابت الوحيد هل هي مصادفة أم أعمال مخطط لها بدقة «عائلة سيمبسون».. توقع مثير للجدل بشأن مستقبل هاريس تطوير روبوتات لإيصال الأدوية عبر التسلل إلى دفاعات الجسم المكتبة الأهلية في قرية الجروية.. منارة ثقافية في ريف طرطوس بمبادرة أهلية الأسئلة تدور.. بين الدعم السلعي والدعم النقدي هل تفقد زراعة القمح الإستراتيجية مكانتها؟ نقص «اليود» في الجسم ينطوي على مخاطر كبيرة