عادةً خلال سنوات الحرب في أي بلد تفرض مفاهيم ومصطلحات جديدة , وهذه غالباً ما تكون غريبة عن المجتمع , ولا تتناسب مع الحالة الاجتماعية والأخلاقية , والأكثر خطورة في الأمر محاولات فرضها على سلوك المواطن اليومي , تماماً كما يحصل على أرض الواقع من مفرزات الحرب الكونية على البلد وخاصة المتعلقة بالجوانب المعيشية والأخلاقية ..!
يدلل عليها أهل الانتفاع والمصلحة في فرض هكذا سلوكيات , ومضامين لمفردات فارغة المضمون محاولين تطبيقها على المجتمع الذي اعتاد على محبة الوطن , والحفاظ على هويته الإنسانية والأخلاقية , والتعامل بها في سلوكه اليومي لحماية المكون الوطني بما يتضمن من مكونات دينية واجتماعية واقتصادية وعلمية وثقافية , رغم محاولة الأعداء في حربهم , ومن يعاونهم من ضعاف النفوس وخونة الداخل ضرب تلك المكونات الوطنية ..!
وهنا لسنا بصدد الحديث عنها بقدر ما نحن بصدد الحديث عن مطالب وتمنيات المواطنين, والتذكير بأولويات العمل للحكومة القادمة باتجاه محاربة تلك السلوكيات الخاطئة والدخيلة على مجتمعنا والعمل على تحصين أهم مكونات المجتمع ألا وهو المواطن, وإيجاد حالة تدعيم اقتصادي واجتماعي تمكنه من مجابهتها , وهذه يمكن تحقيقها من خلال عدة قضايا مطلوب من الحكومة الاهتمام بها أكثر, أهمها إعداد خارطة جديدة للدعم , يكون المواطن فيها شريكاً مهماً في رسمها لأنه الأقدر على تحديد كيفية الاستفادة منها ووصولها مباشرة لمستحقيها, مستفيدين من تجارب الماضي وسلبياته في مسألة الدعم ..؟
والأهم رسم سياسة تعليم جديدة مرتبطة مباشرة بمواقع العمل , تسمح لكافة الخريجين من الجامعات والمعاهد الحصول على فرص عمل , وخاصة أن تجربة الشؤون الاجتماعية الحالية والسابقة تركت مئات الآلاف من الشبان خارج سوق العمل , الى جانب قضية في غاية الأهمية تكمن في إعادة ترتيب المكون الرقابي وتنظيفه من أهل الفساد والسرقة, ليس في الأسواق ورقابتها, بل في كافة المفاصل الاقتصادية والخدمية وقطاعات العمل اليومي..؟
وهنا لا نريد تحميل الحكومة فعل المعجزات , وإنما المكاشفة الواضحة و مشاركة المواطن في اتخاذ القرار وخاصة فيما يتعلق بأموره معيشته , ليس لشيء وإنما كي يطمئن قلبه ويقدم ثقته لحكومته , ويحمل معها عبء المرحلة , وتبعات الحرب, والحصار الاقتصادي وعقوباته , والأهم وضوح الرؤية وتبادلها فيما بين الجميع.. فهل تفعلها حكومتنا المرتقبة..!؟
Issa.samy68@gmail.com