التعطيش.. جريمة جديدة للنظام التركي

شكل جديد من أشكال الجريمة يرتكبها النظام التركي بحق الشعب السوري من خلال قطع مياه الشرب عن المدن والقرى في الشمال السوري، فهذا النظام لم يتوقف عند سرقة النفط والحبوب السورية، بل واصل نهجه العدواني إلى أن وصل إلى المياه التي كان يسرقها منذ عقود، والآن يمنع وصول مياه الشرب إلى السوريين.

لم يتوقف النظام التركي عند دعمه وتبنيه للتنظيمات الإرهابية لقتل السوريين وتغيير مكونات المنطقة، فها هو يكمل اليوم حربه الإرهابية على الشعب السوري من خلال قطع مياه الشرب عنهم، فأسلوب التعطيش هو عدوان تركي جديد يهدف إلى  تغيير المكونات الديمغرافية للمنطقة ودفع أهلها إلى الهجرة عن أراضيهم وتمكين مرتزقته- أدواته في المنطقة، وهذا الأسلوب يكمل سياسة “التتريك” التي ينتهجها في شمال سورية بالاعتماد على مرتزقة من نوع “الخائن” لبلدهم ولغتهم.

إخوتنا العطاش يعيشون بين نهرين وتفرعاتهما ورغم ذلك جفت جرارهم وهم يعانون قبل قطع مياه الشرب من مرتزقة أردوغان، وهذه الجريمة علمت بها أغلب دول العالم، لكن معظم العالم أصم السمع عنها ولم يبادر مجلس الأمن إلى وظيفته في حماية السلم والأمن الدوليين التي يتذرع بها سبباً لوجوده.

هذا النظام الذي اعتاد على الجرائم لن تثنيه أو تخجله جريمة أخرى تضاف إلى سجله الطويل في الجرائم ضد الإنسانية، لكن على المجتمع الدولي قول كلمته بدلاً من الصمت الذي يفهمه أردوغان بأنه دعم وتشجيع لسياساته في المنطقة.

التعطيش جريمة جديدة يرتكبها النظام التركي بحق السوريين، ولا ينظر إلى الموضوع من ناحية القانون الدولي فقط بل من ناحية إنسانية وأخلاقية وأكثر من ذلك دينية، فكيف يمكن لهذا النظام قطع المياه عن بشر وهو الذي يتذرع بالدين من أجل تدخله بالشؤون العربية؟

جريمة التعطيش في الشمال تفتح الباب على المطالبة بالحقوق الكاملة في مياه دجلة والفرات وفق القانون الدولي، وألا تترك أي قطرة ماء هي حق للسوريين بأيدي المحتل التركي مهما كانت الأسباب والمسوغات التي يتذرع بها هذا المحتل.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار