المبادرات الأهلية لمواجهة الوباء تستحق الاحترام.. أولئك الأطباء النبلاء الذين يذهبون إلى منازل المصابين من دون مقابل أو بأجر رمزي، فيجرون المعاينة ويصفون الدواء ويقدمون الأوكسجين ومساعدات أخرى، يظهرون في هذه المرحلة وكأنهم من كوكب آخر !.
ففي الوقت الذي يجهد فيه السماسرة للربح من كيلو السكر وحفنة الشاي والرز والمتاجرة بكراتين المعونات وتخصيصها للأقرباء وأبناء الذوات، عدا عن انكشاف سرقات البعض التي تصل إلى المليارات، وهم الذين كانوا يزايدون علينا من داخل النعيم، وبالتقتير بينما هم مشغولون بهبش العملة وتسويق الصفقات المشبوهة.
في ظل كل ذلك، تخرج مجموعات من الأطباء كي تقول: لابد أن يكون هناك ضوء في آخر النفق، حتى لو كان شحيحاً ومبنياً على إمكانات بسيطة، لكنه بالتأكيد قادر على تكبير فسحة الأمل لأن الدنيا “لسا بخير” و”إن خليت خربت” كما يقولون !.
تكامل الجهود الأهلية مع الجهود الرسمية، أمر طبيعي في جميع الدول المتحضرة، لكن السؤال الذي يطل برأسه عند كل تجربة يتعلق بسبب نجاح الجهود الأهلية في ترك بصمة مختلفة رغم ضعف الإمكانات …
وكي لا يقطف البعض “الكباية من رأس الماعون”، نقول : إن لنا في تجربة الصحة والتربية والتجارة الداخلية الكثير من الأمثلة التي يلاحظ فيها سوء التنفيذ للاجراءات الحكومية ذلك بدءاً من تزاحم البشر أمام مراكز فحص الكورونا إلى توفر المسحات .
لا نطالب بشيء هنا، فقط نريد إطلاق الصحافة الاحترافية كي تعمل عملها، من دون قيود أو موانع .. فهي القادرة في هذه المرحلة على كشف الفساد وفضح أماكن الضحك على اللحى والمتاجرة بلقمة الناس.. ولنبدأ بفتح المجال أمام الصحافة الرسمية الخبيرة كخطوة أولى، مع التوجيه إلى مؤسسات الحكومة كي تفتح الأدراج والمعلومات أمام الإعلاميين انسجاماً مع القوانين التي تعطيهم الحق في ذلك..
أطلقوا الأفكار ،كي نقول للدنيا: هكذا لابد أن تكون !.