الادارة الرشيدة …!!

إذا ما تجاوزنا الحديث عن معضلة تحسين الوضع المعيشي وتفاقم الأزمة الاقتصادية على بلادنا فإن مطلب الإصلاح الإداري في الدولة ظل وسيبقى على رأس التطلعات التي ننشدها ونحلم بها منذ عقود طويلة.
وحتى لا تبقى الدعوة للإصلاح الاداري مجرد شعار ، لا بد من الفصل بين المفهوم الإداري لبناء الدولة، وبين الإطار الحامل لمشروع التغيير.
إدارياً، لا يمكن بناء مؤسسات الدولة، إلا باتباع المنهجية التي تتعلق بالكفاءة والخبرة، وتقديم هذا المعيار على أية اعتبارات أخرى .. من هذا المنطلق فإن إعادة بناء الدولة إدارياً يتطلب حملة تصحيح جادة وموضوعية وعلمية، مع الشجاعة في إعادة النظر في التوصيف الوظيفي للجهاز الحكومي بشكل عام، وتشذيب كل الزوائد التي ترهق الإدارة العامة للدولة.
فالسيناريوهات التي طالما سمعناها من المعنيين تشدد على مكافحة الفساد وفضحه … وتدعو إلى الإصلاح الإداري الذي من دونه لا يمكن ان يكون هناك مفهوم حقيقي لأي إصلاح ..
وعلى التوازي نرى ضرورة البدء بخطوات متداخلة ، ومكمّلة ، والتي تجعل الإصلاح الإداري أكثر شمولية وأكثر فائدة للإصلاح الاقتصادي، والعمل على رفع مستوى معيشة العاملين ، وإلغاء سقف الأجور والرواتب و رفع التعويض العائلي , و إعادة النظر بالحد الأدنى لرواتب العاملين وأجورهم وتأمين الضمان الصحي و..و.. كل ذلك من شأنه، أن يساهم بقسط كبير في سد ذريعة هامة للإفساد والفساد، كظاهرة خطيرة تهدد المجتمع بصورة عامة، أخلاقياً ومادياً ..
صفوة القول هي : إننا بحاجة إلى ” إدارة رشيدة “، تعتمد على تحليل موضوعي لواقعنا وحاضرنا، وتحدد الأهداف الاستراتيجية، .. وترسم الخطط المرحلية على المدى القريب والبعيد لتحقيقها.. دون تقليد أو استنساخ.
وطالما أن الإصلاح والتغيير هو شعار المرحلة، كما وجّه سيد الوطن ، ما نتمناه على الحكومة الجديدة ،إعطاء الإجراءات الإدارية، الساخنة والجذرية، الأولوية والأفضلية، الأمر الذي يساعد على تنفيذ سائر الخطوات الإصلاحية في كافة المجالات ذلك لأن استمرار هذه الزوايا الإدارية وغيرها، مع آثارها السلبية على الاقتصاد والمجتمع، وبقاء الإدارة “يتيمة” لا وصي عليها، مع غياب الجهة المختصة بالتنمية الإدارية.. من شأنه جعل وتيرة التطور والإصلاح بطيئة، لا تكافئ ما ننشده ..
وما نحن فيه من أزمة .. هي خانقة لكنها ليست عصيّة على الحل إذا توافرت الإرادة بالإدارة .. دون ذلك سيبقى البرنامج الوطني للاإصلاح الإداري تحت بند التمديد سنة بعد اخرى ليعود في طي النسيان .
hanaghanem@hotmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار