بعدما توسَّمنا خيراً بالتغيير الذي حصل في إدارة مديرية كهرباء صحنايا، ولاسيما في اليوم الأول للتغيير، حيث ظلَّت أنوارنا متواصلة طوال ليلة كاملة من دون انقطاع، لم تلبث حناجرنا أن صدحت بالقول: «ما بتعرف خيروا لتجرِّب غيرو»، حيث باتت الكهرباء عملة نادرة في تلك البلدة الوادعة، لدرجة أن الكثير من الشكاوى وردتنا عن ضعف التيار، والاختلاسات من ساعات الوصل، وعدم انتظام «السايبة» وتسبُّبِها بأعطال في الأدوات المنزلية، وأكثر تلك الشكاوى جاءت من أشخاص في منازلهم مرضى بحاجة إلى (مَنَافِس)، وتلك (المنافس) تعمل على الكهرباء، والكهرباء متمركزة في المحوّلة، والمحوّلة تحتاج فيولاً، والفيول قليل، وسكان الريف الدمشقي رضوا بأقل القليل، لكن مع تنظيمه، وعدم التَّذرُّع دائماً بالمحولات الترددية التي تشتغل «كل سبعة بلمعة»، ضاربةً عرض الحائط بكل الأنظمة الفيزيائية المتعامل بها حول العالم
القصة لا تحتاج إلى عقول استثنائية، ولا إلى موارد غير متوافرة، وإنما مجرد تنظيم للمدخلات بشكلٍ جيد، ما سيؤدي تلقائياً إلى مخرجات تُنير حياتنا، وتجعلنا قادرين على شَحنِها، وشحن بطارياتنا بصورة منطقية، تُمكِّننا من تمضية ساعات التقنين على خير، من دون أن تتمرَّغ أرواحنا بالعتمة، ومن دون أن يُلازمنا الخوف على براداتنا وغسالاتنا وشاشات تلفازنا… مع كل وصل للتيار الكهربائي، بحيث تتحول الكهرباء من نعمة إلى نقمة
وعلى سيرة النعمة، تلك الادارة الجديدة في مديرية كهرباء صحنايا، أربكتني وأنا أكتب عن المساؤى، فعلى ما يبدو أن «قلبها حسُّ»، أو أنها قررت التعويض عن الخسارات الماضية، ووضعت في ذهنها أن تبيِّض صفحتها بعد أن اتشحت بالسَّواد، إذ إن الكهرباء في صحنايا لم تنقطع منذ صباح الجمعة حتى تاريخ كتابة هذه الزاوية، فلم أستطع أن أعيش الحالة وأنا أكتب عنها، لكن هذا لا يمنع من «النَّقّ» عن عثرات الماضي لعلَّها لا تتكرر في المستقبل.