لا ندري ما شعور وزارة الصحة وهي تفقد يومياً أطباء وممرضين وصيادلة؟! , ورغم هذه الفجيعة التي تجاوزت فقدان أكثر من 61 شخصاً من الكوادر السورية التي نحتاجها في كل لحظة إلا أننا لم نسمع أو نقرأ كلمة عزاء من وزارة الصحة أو نعية لواحد منهم .. غريب فعلاً .. ترتجف شفاهنا عندما نقرأ أسماء هؤلاء الشهداء, وترتجف أيدينا عندما نكتب تعليقات على نعيات وفاتهم, نشعر بمرارة فقدهم على المستوى الوطني, فلماذا تصمت وزارة الصحة, لماذا لا تشكرهم على ما قدموه؟ أن تقول لنا أي إهمال تسبب بفقدانهم, أي ذنب اقترفوه سوى أنهم دخلوا معركة شرسة من دون أسلحة عزّل إلا من إيمانهم الأخلاقي والإنساني بدورهم في معالجة المرضى تحت أي ظرف .. وكان الثمن باهظاً؟.. فقدهم لا يعني أننا خسرنا إنساناً عادياً, بل يعني أننا خسرنا نخبة من الاختصاصيين الذين حملوا على عاتقهم مهمة التصدي لفيروس يتساوى بالشراسة مع الإهمال الذي قوبلوا به ..
من منا لم يعتصر ألماً عندما شاهدنا أطباء وممرضين في مشفى قطنا وهم يحمون، ويحصّنون أنفسهم بوسائل بدائية لأن الوزارة « الحريصة » لم تزود المشافي بالألبسة الواقية, في الوقت الذي خصصت فيه الحكومة مبالغ طائلة؟! هل صرفتها الوزارة على طعام «المحجورين» الذي كان يرمى على «المزابل» بسبب رداءته؟
لم تكتفِ وزارة الصحة بـ« التستر» على أعداد الإصابات, ولا أعداد الضحايا .. هي تعترف بـ 64 وفاة ، بينما عدد الكوادر الطبية التي توفيت يفوق هذا العدد! كيف لنا أن نثق بوزارة كهذه لا تصدق بالشهيق ولا بالزفير؟ بل إنها أغفلت عمداً إبلاغ فرق الترصد عن بيانات المصابين بالفيروس, كما حدث في طرطوس الأسبوع الماضي .. وكيف أن ما كتبناه, عن تعمّد المديرية في إبلاغ فريقها لمتابعة حالة مصابة ومقيمة في مشفى الباسل للعلاج, محل تهكم وسخرية من مدير الصحة, على الأقل لتنبيه الجيران لاتباع الإجراءات الاحترازية تجنباً للإصابة بالعدوى .. !!
في تجربة شخصية .. تابعتها بدقة كان معالي وزير الصحة –وللآن- يرفض الموافقة على استقالة أي ممرض أو طبيب بحجة نقص الكوادر, وألغى الندب وتحديد موقع العمل بحجة نقص الكوادر, هل من يفرط بخيرة كوادره ، ويرفض نقل زوجة شهيد أو جريح أو زوجة عسكري وضابط على رأس عمله بحجة نقص الكوادر, هل له الآن أن يخبرنا كيف فرطت وزارته بخيرة الكوادر الطبية إهمالاً؟ هل هو حريص على الصحة العامة؟!