نسعد كثيراً كمستهلكين عندما تنخفض أسعار منتجاتنا المحلية الزراعية بشقيها الحيواني والنباتي .. والصناعية والاستهلاكية .. إلى ما دون قيمة تكلفة الإنتاج أو الصناعة وهذا غير صائب بل علينا أن نفعل العكس تماماً ونحسب ونترقب، فعند انخفاض سعر الفروج إلى ما دون التكلفة كما حصل في المواسم الماضية فهذا يعني أن الكثير من المربين قد تعرضوا لخسارات كبيرة وتراكمت عليهم الديون المفترض دفعها من قيمة الأرباح لتجار الأعلاف والأدوية والصيصان , ما سيؤدي إلى خروج عدد كبير من المربين من عمليات التربية والإنتاج وهذا سيعمل على إنتاج كميات من الدواجن أقل بكثير من حاجة السوق المحلية وبالتالي سترتفع الأسعار بشكلٍ كبير إلى ما يفوق القدرة الشرائية لشريحة واسعة من المواطنين… وهكذا بالنسبة للبيض واللحوم وباقي المنتجات.. حالياً يباع كيلو البطاطا من المنتج بنحو 100ليرة بخسارة قدرها 50ليرة عن تكلفة الإنتاج.. لذلك سننتظر ارتفاعاً كبيراً في أسعار البطاطا خلال المواسم القادمة بحيث ربما يصل سعر الكيلو لأكثر من 1000ليرة.
وكذلك لا يُسعد المنتج كثيراً عندما ترتفع أسعار منتجاته بشكل كبير جداً إلى ما فوق القدرة الشرائية لشريحة واسعة من المواطنين لأنه في المواسم القادمة سيبيع هذا المنتج بخسارات كبيرة بسبب الإقبال الكبير على الزراعة وعدم القدرة على التصدير وكساد الإنتاج في الأسواق المحلية.، كما حصل في الأعوام السابقة ,حيث وصل سعر كيلو الثوم مثلاً إلى 6000 ليرة والبصل إلى أكثر من 1000 ليرة ثم انخفضت أسعارها في المواسم التي تلت إلى مادون ال100ليرة للثوم وكذلك للبصل وكل ما ذكرنا سببه عدم وجود خطة متكاملة للإنتاج من قبل الجهات المعنية وعدم القدرة على تأمين مستلزمات الإنتاح وتذبذب أسعارها… لذلك لابد من وضع آلية استراتيجية تعمل على التوازن ما بين حاجة الأسواق المحلية والإنتاج من خلال وضع خطط مدروسة للإنتاج حسب احتياجات الأسواق المحلية والتصدير وتطبيق هذه الخطط بشكلٍ فعلي على أرض الواقع……. ودمتم.