ظاهرة غريبة يلاحظها المواطن السوري وخاصة أصحاب الدخل المحدود وهي أنه كلما انخفضت أسعار الصرف وتحسنت أحوال الليرة السورية ارتفعت أسعار بعض المنتجات ، فخلال الفترة القصيرة الماضية انخفضت أسعار صرف العملات الصعبة لمصلحة الليرة ومع ذلك حلقت أسعار منتجات الفروج ومشتقاته وأسعار الحليب ومشتقاته من الأجبان والألبان إضافة إلى ثبات أسعار باقي المنتجات وخاصة الخضر منها .
هذه المعادلة بالنسبة للمواطنين ورجال الاقتصاد غير صحيحة من الناحية العلمية فهناك خلل ما وكل جهة تحلل هذه المعادلة المعقدة حسب رؤيتها ، فالبعض يعتقد أن هذا التحسن وهمي ولمدة قصيرة ، وآخرون يقولون إنه بسبب كثرة الحوالات من الخارج لمصلحة العائلات السورية وخاصة قبل فترة العيد ,ما تسبب بارتفاع الطلب على الليرة السورية لذلك تحسنت قيمتها .. الخ ,وكل ما يحلله المواطنون أو الاقتصاديون له نتيجة واحدة وهي تحسن واقع الليرة وبالتالي لابد من أن تنخفض الأسعار ويشعر بها المواطن بشكل مباشر .
ولكن ما يحدث هو عكس ذلك ، ونحن أصبحنا بحاجة إلى ناطق رسمي اقتصادي يمثل الجهات المعنية بالاقتصاد ليبين ويشرح هذه الظاهرة غير المفهومة اقتصادياً ويضع النقاط على الحروف ويقدم تحليلاً للمواطنين يجيب على جميع أسئلتهم واستفساراتهم ، ولابد أيضاً من طمأنة المواطنين عن هذا التحسن حتى تستمر هذه الظاهرة بالتقدم وتستمر الليرة السورية باستعادة قيمتها الشرائية على أرض الواقع وليس فقط بالأرقام والأقوال ,على الأقل للمحافظة على هذا التحسن الكبير وثباته ، وخاصة أنه مع هذا الغموض ظهر إلى السطح تيار يقول : إن هذا التحسن وهمي وستعاود الليرة انخفاضها _ لاسمح الله _ بعد العيد لتعود الى ما كانت علية ونتمنى ألايحصل ذلك أبداً .