هل حدث أن ضحكت أو أصبت بنوبة قهقهة من جراء حادث مأسوي أو حادث أسود على حد مخرجات أدباء الأفلام والمسرحيات المعنونة تحت بند الكوميديا السوداء؟؟
إن كان الجواب (لا) فسارع لحجز مقعد بين العباقرة من دون شروط, فإمكانية تحقيقها بسيناريوهاتنا اليومية سهلة جداً وممكنة ، خاصة إذا ماقرأت معلومة مفادها:
(إن الضحك على المصيبة يعد دليلاً على العبقرية, إذ أثبتت الدراسات أن مستوى الذكاء يتضاعف مع من يضحكون على المأساة).
أي إن مقولة الضحك من دون سبب من قلة الأدب (بلّها واشرب ميتها), ويبدو أن صاحب مكتبة لبيع مستلزمات طلاب كلية طب الأسنان( بلها وشرب ميتها) وحجز مقعداً بين العباقرة، أو ربما كان من هواة الممثل يحيى الفخراني الذي أتى في فيلم الكيف الى مجلس عزاء ليهرج -على حسب قوله- بعد إصابته بنوبة ضحك هستيرية تماثل تماماً مافعله صاحب المكتبة في حضرة طلاب يشترون مستلزمات فصلهم التعليمي المتأخر بينما هو يضحك من (صماصيم معلاقه) وهو يقول نتيجة آلته الحاسبة ويقارنها بسعر ماقبل الكورونا.
الضحك على المصيبة مابين الرفض الوجداني -ولن أقول الأخلاقي- و القبول ليس إلا -حسب الدراسات والأبحاث- حالةً صحية وشعوراً فطرياً يرفض فيه العقل الشعور بالاستسلام للحزن والاكتئاب.
وسؤال من قبيل: ماذا عن أولئك الذين يضحكون على الفظائع والمأساة، وماذا عن نفسيتهم؟, ماعاد وارداً في أجندة يومياتنا التي تستثمر ضحكاتنا تحت بند العبقرية والضحك على الذات ولا مبرر أبداً لنوبة ضحك صاحب المكتبة في حضرة وجع طلاب يأخذون مصروفهم من عائلاتهم وغير قادرين على العمل مع الدراسة الشاقة والمنهكة إلا على أنها شعور بالآخر، بالأب الذي يدفع فوق الـ 100 ألف ليرة ثمن أدوات طالب لفصل دراسي واحد..
والضحك مثل التثاؤب معدٍ, لذلك ماعلينا إلا الاقتناع بنظرية العبقرية والضحك مع كل مصيبة وفاتورة و(روشيته) وإيجار و(مونة بازيلا وفول ومكدوس وعداد تكسي و… وزغردي يا انشراااااح).