وعينا أماننا
مع بدء عودة الحياة والدوام الرسمي إلى المؤسسات والجامعات بعد فترة الحجر الصحي يلاحظ غياب التدابير الوقائية عند أغلب المواطنين وكأن الجميع نسي أننا لا نزال في فترة حرجة من خطر انتقال فيروس كورونا وعلى سبيل المثال فإن وسائط النقل العامة عادت لتحشر الركاب في مشهد تزاحم فظيع مع ملاحظة قلة عدد هذه الوسائط ليضطر الناس للتدافع فيما بينهم سعياً للفوز ولو بجزء من مقعد ولم يقصر سائقو وسائط النقل في سعيهم إلى كسب المزيد من الركاب وبالتالي المزيد من المال, علماً أن تعليمات فك الحظر أكدت وبشدة ضرورة اتباع الإجراءات الوقائية والتباعد ما أمكن والسماح لوسائط النقل بعدد محدد من الركاب إلا أننا لم نلحظ شيئاً من ذلك وهذا كله مع غياب وسائل الحماية الفردية من كمامات وغيرها.
عدا عن ذلك فإن بعض السائقين في المحافظات رفعوا تسعيرتهم بشكل مخالف ويعمدون إلى حشر أربعة أو خمسة ركاب في مقعد واحد ومن لا يعجبه فلينزل وينتظر وسيلة أخرى قد يطول انتظارها .
وليس خافياً أن رفع الحجر جاء لحاجة ضرورية من استمرار دوران عجلة الحياة والعمل وضرورة عودة الطلاب إلى جامعاتهم لاستكمال دراستهم وأن هذا الإجراء اشترط عمل جميع وسائط النقل منعاً للازدحام إلا أن قلة تلك الوسائط واضطرار الناس إلى اللجوء للمتوافر منها ينذر بخطر قد يصيب الجميع من دون استثناء وهنا الوعي مطلوب من الجميع, المواطن من خلال تسلحه بالوعي الكافي الذي يضمن سلامته وسلامة محيطه والجهات المعنية من خلال مراقبتها شروط السلامة وتوفير أكبر عدد من وسائط النقل وإلزام جميع السائقين بالعمل على الخطوط المخصصة لعملهم ومخالفة من لايلتزم .
إذاً المسؤولية كبيرة ومضاعفة ولابد لنا من الاستفادة من الدروس السابقة للكثير من الدول التي رفعت الحظر لتعود الموجة الثانية من انتشار الفيروس إليها بشكل أشد وطأة من سابقتها بعد أن عاد الناس إلى الشوارع والاختلاط فما زلنا في مرحلة حرجة تتطلب تضافر الجهود للوصول بالجميع إلى بر الأمان والسلامة العامة أمانة في أعناق الجميع.