ضجر!

تفتقت مواهب البشر بسبب الضجر، وتلك كانت من المحاسن القليلة للسيد كورونا الذي فاقت سيئاته التوقعات، فعندما انتشر جنون البقر، أصبح لحم العجل بالحضيض، وصار الفقير يستمتع بالشرحات المطفاية بالتوم بعد أن كان يسد جوعه بالشوربة، أما في زمن أنفلونزا الطيور، فشبع الجائعون من لحم الفراريج، حتى إن بعضهم توسلوا أن يزدهر هذا الفايروس ويعيش كي ينعموا بالجوانح والدبابيس والشيش المتبل من دون سمسرة أو احتكار أو ارتفاع جنوني في الأسعار.. على عكس ما حدث في هذا الوباء “المكحتت” الذي لم يترك سمعة طيبة ولا فائدة يتحسر الناس عليها إذا ما اكتشف العلماء له لقاحاً فذهب أدراج الرياح مثلما حدث في الفترات السابقة، هذا الكورونا، لم تنج منه البطاطا ولا البندورة ولا حتى الخيار،
كأن هذا الفايروس يختص فقط “بالشرشحة” و”المرمطة” وانخفاض الدخل، مع التذكير بأنه قد أثرى القلائل ممن اعتادوا أن يكونوا في كل الظروف مثل المنشار!.
بالعودة إلى المواهب التي تفتقت بسبب الضجر الذي عممه كورونا عن سبق إصرار وتصميم، فإن هبوط الفنون إلى مرتبة التسالي، كان من الظواهر اللافتة في هذه المرحلة.. في الكتابة وتصوير الفيديو و”قرط” الشعر والمشاهدات الجماعية على الفيس، ورطنا المستر كورونا بمستنقع من الرداءة التي تحتاج دهراً للمعالجة بالمضادات الحيوية والترميم أو إعادة البناء عند من تكتب لهم النجاة من هذا الوباء اللعين الذي يبدو أنه قد صُمم ليحشّ الأخضر واليابس كما يقولون!.
يتحدث البعض عن ثقافة وبائية ترافق هذه المرحلة، ونقول: إن المشكلة في البيئة الهشّة.. والفقر المتفشّي.. والأخطر من ذلك كله هو العقول التي فيها “وشّة”.. عرفتوا كيف؟.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار