«الهرف» الأمريكي

لا يختلف عاقلان في قراءة للمشهد السياسي على أن «الرجل الأمريكي» ترامب قد وصل إلى مرحلة الهذيان، وبدأ، مع «بيته الأبيض»، بإطلاق اتّهامات لسورية وللقيادة السورية، ما أنزلت بها السياسة من قوننة ونظام.. وهذا يؤكد حالة ارتباك وصلت إليها واشنطن في ماتسميه «الملف السوري».
الذريعة التي تلوّح بها الولايات المتحدة الأمريكية، والتصريحات التي صدرت عن البيت الأبيض ووزارة دفاعه التي تتهم فيها سورية بـ«التحضير لاستخدام السلاح الكيميائي»، أو بشكل أدق، وحسب مطبخهم الإعلامي، «هناك نيات من الدولة السورية لاستخدام السلاح الكيميائي ضد المدنيين في سورية»، هذه الحجة الواهية والافتراء الكاذب اللذان تحاول من خلالهما واشنطن خلط الأوراق وإعادة توزيعها من جديد، ليسا بالجديدين على القيادة السورية.
ولو نظرنا إلى الأسباب التي دعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى هذه الاتهامات الباطلة، ولاسيما في هذا التوقيت، لبطل العجب ولعرفنا سبب هذا «الهرف» الذي يعيشه البيت الأبيض، فانتصارات الجيش العربي السوري، مدعوماً بحلفائه في البادية السورية، وكسرهم «الخطوط الحمراء» التي يعتقد ترامب أنها «خطوط» لا يمكن للجيش العربي السوري تجاوزها، والأهم من ذلك الانتصار الكبير في تحرير أجزاء كبيرة من الحدود السورية- العراقية، هذا الانتصار الذي يؤدي الغرض الاستراتيجي بربط كل من طهران وبغداد ودمشق بطريق بري، وليس من مصلحة الأعداء أن يتحقق هذا الإنجاز.
وتقدم الجيش وحلفائه باتجاه دير الزور، وتمكّنه من تحرير العديد من المناطق وآبار النفط والغاز، إضافة إلى التقدم الميداني في درعا، وكشف حالة «البروباغندا» التي أشاعها «حلف الشر» عن وجود آلاف الجنود والمرتزقة «تحضيراً للهجوم» على دمشق، لتظهر سخافة هذه «البروباغندا» على يد أبطال الجيش العربي السوري.
ولا ننسى فشل «الهجوم» الذي قام به تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي على مدينة البعث في محافظة القنيطرة بدعم مباشر من «إسرائيل»، وحالة الخذلان التي أصابت «حلف الشر» بسبب انتصارات الجيش العربي السوري، وتصريح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو يؤكد ذلك، حيث نجح الجيش العربي السوري في شهر حزيران المنصرم في بسط سيطرته على أراضٍ تتجاوز مساحتها 12 ألف كيلومتر مربع بما في ذلك 69 بلدة، إضافة إلى عملية المصالحات المستمرة، على معظم الأراضي السورية، كل تلك الأسباب أربكت واشنطن و«رجلها الأمريكي» فأخذت «تهرف»، لتطلق هذه التصريحات و«التحذيرات» للدولة السورية، معتمدة على كذبة هي من افتعلها، تشبه كذبتها الأخيرة يوم ادّعت أن الطيران السوري «استخدم السلاح الكيميائي في قصف خان شيخون» في الرابع من نيسان الماضي، ولتعتمد على ما كذبت به لتشن عدواناً سافراً على مطار الشعيرات العسكري في وقتها بصواريخ التوماهوك إرضاء «لأقارب» الرئيس الأمريكي، واستجابة لحاجة (إسرائيلية- سعودية) في الوقت ذاته تثلج بها -بهذا العدوان- صدورهم وصدور من يلفّ لفهم.
الهذيان والجنون الأمريكيان لن ينتهيا، وهذه التهديدات لن تكون الأخيرة، و«بطاقات الاتّهام» جاهزة ومطبوعة سلفاً، والمنظمات التي تعمل تحت «سلطة» البيت الأبيض في حالة استعداد تام لأي تهمة تريد واشنطن إلصاقها زوراً وبهتاناً بدمشق، وغرف الرياض وعمّان أيضاً مستعدة «للتصوير والإخراج ودفع الفواتير».
القيادة السورية ومن خلفها السوريون اعتادوا على «هرف» الرجل الأمريكي ولم تعد تعنيهم هذه الترهات، فالنصر على الإرهاب والقضاء عليه بات وشيكاً، وبداية النهاية صارت «قاب قوسين أو أدنى».
m.albairak@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
صباغ يتلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره الجزائري أكد فيه تضامن بلاده مع سورية في مواجهة التهديدات الإرهابية وزيرا التربية والتعليم العالي: التحاق التلاميذ والطلبة الوافدين من حلب جراء الإرهاب بمدارس إقامتهم الحالية وبالجامعات التي يرغبونها صناعة دمشق وريفها تقترح تشكيل لجنة تَدخّل من الجهات المعنية واتحاد غرف الصناعة لحل مشاكل الاستيراد والإسراع بتخليصها بهدف الاستمرار بالعملية الإنتاجية السوداني يبلغ أردوغان: العراق لن يقف متفرجاً على التداعيات الخطيرة في سورية مجلس الشعب يتابع مناقشة تقرير لجنة الموازنة والحسابات حول مشروع موازنة ‌‏2025 زيادة المعروض السلعي وتشديد الرقابة على الأسواق.. مجلس الوزراء يوافق على خطتي "التربية والتعليم العالي" لاستيعاب تلاميذ وطلاب حلب تشكل خطراً على العين..ما متلازمة النظر للحاسوب؟ الخارجية الإيرانية: إيران أوصلت رسالة واضحة بشأن دعمها الحاسم لسورية ضد الإرهاب الحزب الشيوعي البرازيلي والمركز البرازيلي للسلم يعربان عن تضامنهما مع سورية بمواجهة الإرهاب توقف عملية إحصاء الثروة الحيوانية في مجال زراعة حماة واستكمالها في الغاب بين المد والجزر