لاتهملوا ظاهرة تقوس الساقين عند الأطفال ..العلاج الباكر أفضل طبيب: بعض الحالات تعالج بشكل طبيعي وبعضها يتطلب تدخلاً جراحياً

تشرين- رجاء عبيد:
عندما يبدأ الطفل بالنمو تبدأ أجزاء الجسم بالنمو بمعدلات مختلفة، وقد يعاني الأطفال قبل سن ‏العامين من تقوس القدمين أو الأقدام المنحنية فتكون علامة طبيعية من نمو الهيكل العظمي ‏للطفل، ومن ثم تعود للاختفاء مرة أخرى، فتقوس الساقين هي حالة تؤثر على استقامة عظام ‏الساقين لدى الأطفال بنسبة كبيرة، وفي بعض الحالات النادرة لدى البالغين.‏
عن ذلك، تحدث  اختصاصي أمراض العظام وجراحتها الدكتور حسان محمد مروان السمان ‏لـ«تشرين» قائلاً: إن تقوس الساقين هو زيادة الزاوية بين عظمة الفخذ وبين عظمة ‏الساق عن الحدود الطبيعية عادة تكون بين 0-7 درجات بوضعية الفخج «بأن يكون محور ‏الفخذ مع محور الساق إلى الخارج بزاوية من 0-7 درجات» ولكن عند وجود تقوس في ‏الساقين أو رَوح الركبتين فهو زيادة الزاوية بين عظمة الفخذ وعظمة الساق من الناحية ‏الداخلية، مشيراً، يمكن أن يكون سببه فيزيولوجي طبيعي فهو شائع جداً عند الأطفال، عادة ‏يصحح بين عمر سنة ونصف السنة ويمكن أن يمتد إلى سنتين ونصف السنة ويمكن أن يكون مرضياً، ‏الفيزيولوجي يكون عادة ثنائي الجانب «طرف أيمن وطرف أيسر» أما اذا كان مرضياً فيمكن ‏أن يكون أحادي  الجانب أو ثنائي الجانب. ‏
وأضاف د. السمان بأن أحد الأسباب لحدوث تقوس الساقين عند الأطفال لأسباب مرضية ‌‏«الخرع أو الكساح» وهو نقص الكلس وفيتامين «د» في بنية العظم حيث تمعدن ‏العظم يكون ناقصاً أو غير متشكل بشكل صحيح للكلس وفيتامين «د»، عادة يكون ثنائي الجانب ‏ويكون علاجه بسيطاً بعد دراسة الحالة بشكل مفصل من خلال تعويض الكلس وفيتامين «د»، ‏أما إذا كان أحادي الجانب فيمكن أن تكون هناك أمراض أو مشكلات أخرى، إذا كان تقوس ‏الساقين أحادياً ناجماً عن الرض يمكن أن يسبب تقوساً، أحياناً يكون ناجماً عن أورام  يسبب ‏توقفاً في نمو المشاش وأيضاً يمكن أن يكون أحادي الجانب، ويمكن أن يكون داء الأعران ‏المتعددة وهو « تبارزات بالعظم  بشكل منتشر يمكن أن يكون ثنائي الجانب».‏
ولفت الدكتور الاختصاصي بأنه بشكل نادر جداً هناك أعمار من 10-12 سنة نادراً ما يصاب ‏بتقوس الساقين إلّا إذا كان لديه كساح مهمل أو أمراض استقلابية أو يمكن إصابته بداء بلونت ‌‏«عبارة عن توقف نمو المشاش في الناحية الداخلية للساقين» فهو مقسم لقسمين القسم الأشيع ‏يكون عند الأطفال من أعمار 2 -4 سنوات،  لكن داء بلونت اليافعين يكون عادة أغلبيته ‏أحادي الجانب يكشف بأعمار متأخرة ولكن تقوس الساقين عند الكبار يكون بشكل عادي وليس ‏شائعاً.‏
ومن ناحية العلاج أكد د. حسان، عادة قبل معالجة المريض يجب تشخيص الحالة وبعدها تتم ‏معالجته، والتشخيص يكون فحصاً سريرياً عن حياة المريض من الأهل متى كان بدايته أكان ‏أحاديَ أو ثنائيَ الجانب- وجود ألم أم لا- يوجد عرج في المشي أم لا- هذه أسباب تشخيصية، ‏وبعد التشخيص سريرياً يمكن أن نلجأ إلى العديد من الصور الشعاعية أهمها صورة لتقوس ‏الساقين بصورة بانورامية لكامل الطرفين السفليين من منطقة الحوض إلى منطقة العقبين ‏حيث يتبين من الصورة بشكل زوايا واضحة، بهذه الحالة يمكن أن يشفى التقوس بشكل ‏محافظ، وهو بحاجة للراحة من خلال رسم الزوايا المناسبة، منوهاً، إذا كان أحادي الجانب ‏يطلب استقصاءات أخرى مثل صور طبقي محوري أو رنين مغناطيسي، حيث يطلب العديد ‏من التحاليل المخبرية، وعند تشخيصه يبدأ علاجه في الحال.‏
إذا كانت الزوايا تزيد على الحدود الطبيعية فالعلاج يكون من خلال العلاج الجراحي، إجراء ‏قطع للعظم وإجراء تصحيح مع وضع إما صفائح أو “براغي” في الحالات المتقدمة للمرض، ‏لكن في الحالات عندما يكون الطفل في مرحلة النمو وهي بين عمر من 10- 14 سنة، هنا ‏يمكن أن نلجأ جراحات بسيطة «إيثاق المشاش المؤقت بالستابلات»، ونرى أين التشوه ‏الحاصل محاولين علاجه من خلال الستابلات حيث يتوقف النمو بمكان معين ويستمر النمو ‏بالمكان المقابل، إذ يمكن تصحيحه من دون جراحات معقدة، لكن في الحالات من أعمار بعد ‌‏15-16 سنة يتوقف النمو بشكل عام فنلجأ إلى الجراحات المعقدة مثل «القطوع والخزوع ‏العظمية»، إما إلى أعلى الساق أو أسفل الفخذ  حسب التشوه الموجود.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار