«الحرية» في قلب الحدث.. رواية مؤثرة على ألسنة من رأوا

الحرية- محمد النعسان:
أدى التزاحم الشديد اليوم، أثناء تدافع حشود كبيرة أمام الجامع الأموي، إلى ثلاث وفيات نساء وتعرض خمسة أطفال لكسور ورضوض شديدة وحالات إغماء، وفق الحصيلة الأولية للحادثة وفق تصريحات الدفاع المدني.
“الحرية” توجهت الى هناك ، لتستوضح بشكل مباشر وعلى أرض الواقع، ظروف وملابسات هذا الحادث المؤلم والوقوف على مسبباته والحلول في حال تكرار تلك المناسبات، لتعلم أن شخصاً يدعى أبو عمر وهو صاحب مطعم البيت الدمشقي في اسطنبول، قام بذبح عدد كبير من الخراف، وأقام وليمة أعلن عنها منذ حوالي أسبوع.
وخلال الحفل حصل التدافع نظراً للعدد الكبير جداً في المكان ولضيقه وعدم قدرته على الاستيعاب.

السيد (م .ع) وهو من لجان الهيئة المتواجدين بالمكان، أكد لنا بأن ما حصل هو أمر مؤلم ومحزن للغاية، لكن ما باليد حيلة بسبب الازدحام الشديد الحاصل وتدافع المواطنين بطريقة غريبة، ومحاولتنا قدر الإمكان إبعادهم عن بعض لكن الأمر كان شديد التعقيد بالنسبة لنا.

ومن رجال شرطة المرور ، حدثنا أحد العناصر الحاضرين بمكان الحادث، بأن الحديث لا يمكن أن يوضح الواقع الحقيقي لشدة تعقيده، فالوضع كان ولا يزال لايصدق، وحاولنا أن نخفف الحدة من الجموع لكن توافد الناس عبر سوق الحميدية بكثرة أربك عملنا.

أحد رجال الإسعاف اعتذر بشدة عن الحديث، لكنه  قال كلمة: “يعني العزيمة عراسي بس بهيك مكان يتسع لآلاف مؤلفة حرام والله حرام”.

السيد أبو موفق بكداش صاحب بوظة بكداش قال: برأيي لو أن صاحب الدعوة يذبح خمسين رأس ويوزعها على الناس مباشرة، أفضل وأسلم وأكثر أماناً مما شاهدناه.
السيد خليل.م تاجر بسطة، قال بأن الجموع التي شاهدها لم يراها في حياته بهذه الكثافة، وبأنه أنقذ الكثير ممن خرجوا من التدافع من الأطفال والذين أصابتهم حالات إغماء.

أبو محمد عامل نظافة، قال: التدافع الشديد  كسر لي قدمي أثناء تنظيفي المكان مع زملائي، لأن المكان لا يتسع لهذه الجموع الغفيرة، وبالتالي نحن أصابنا الاختناق.

يذكر أخيراً أن الوليمة ذات أبعاد إنسانية تراحمية اجتماعية، بادر إليها صاحبها بنيات طيبة، لكن الإقبال الشديد وشغف السوريين باللقاء والاحتفاء، أدى إلى ماحصل تحت وطأة كثافة الحشود التي أمّت المسجد لأداء صلاة الجمعة واللقاء في هذا اليوم ذي الرمزية في ثقافة السوريين والمسلمين عموماً ، وعزاؤنا لعائلات الضحايا والشفاء للجرحى.