تنقل بلا خوف.. شبان: تنفسنا الصعداء بعد تبدد رهاب الاعتقال وأهالٍ: لم نعد نشعر بالقلق على أبنائنا
الحرية- وليد الزعبي:
لم يكن التنقل بالنسبة للشباب بالأمر الهين، بل كان محفوفاً بالمخاطر، للخوف من تعرضهم للتنمر والعنف واحتمال الاعتقال في أي لحظة من عناصر حواجز النظام البائد بمسوغات واهية مختلفة.
الطالب الجامعي عبد الله الزعبي عبّر عن ارتياحه الكبير بعد أن زالت حواجز النظام البائد، حيث أصبح السفر إلى جامعته في اللاذقية سلساً بلا أي خوف أو أي منغصات على الطريق، مبيناً أن رعباً كبيراً كان يكتنفه وزملاءه كلما اقتربوا من أحد الحواجز، وخاصةً حاجزي منكت الحطب والسنتر على أوتستراد درعا – دمشق وغيرهما.
وأشار محمد نور أكراد إلى أن التنقل كان يستغرق وقتاً طويلاً بسبب الحواجز التي كانت تؤخر وسائل النقل من دون أي اعتبار او تقدير بأن لدى الطلاب أو الناس مصالح وأشغالاً مرتبطة بوقت محدد، وأحياناً تلعب المزاجية المقيتة دوراً في التأخير، حيث يطلب العناصر القائمون على الحواجز إنزال كل الركاب، وخاصة من الشباب مع طلب نبش كل محتويات الحقائب، ولا يخلوا المشهد من قذف الشباب بكلمات نابية بهدف إذلالهم والنيل من كرامتهم وعنفوانهم.
كان للأهالي في هذا الشأن قلقهم أيضاً حين سفر أبنائهم الشباب إلى جامعاتهم وأشغالهم، فهذه أم محمد تكشف أنها منذ أن يهم ابنها الذي يدرس في جامعة دمشق لمغادرة المنزل، وهي تنبهه إلى ضرورة تفقده لهويته ودفتر خدمة العلم الذي يظهر تأجيله، لأن نسيان أي منهما قد يتسبب في تعرض ابنها للإهانة والضرب واحتمال الاعتقال، ولا ينتهي الأمر عند ذلك حسبما ذكرت، إذ إنها كانت تبقى على تواصل دائم مع ابنها طوال الطريق حتى تتأكد أنه وصل بخير وسلام إلى وجهته حيث مكان دوامه، والحالة تتكرر عند عودته في اليوم نفسه أو بعد أسبوع أو أكثر.
ولم تكن أم عمر ببعيدة عن عيش حالة القلق على ابنها، حيث إنها وزوجها كانا حريصين على عدم ذهاب ابنهما الشاب من مدينة طفس إلى مدينة درعا إلا للضرورة القصوى كاستخراج إحدى الوثائق التي تستدعي وجوده شخصياً ، وذلك خوفاً من الحواجز على الطرقات، ومن شدة القلق عليه من الحواجز التي لا ترحم كانت أحياناً تضطر إلى مرافقته بنفسها ظناً منها أن وجودها قد يكون عاملاً مساعداً على تجنيبه احتمال التعرض لأي خطر عند المرور على الحواجز.
اليوم وبعد أن سقط النظام البائد وزالت الحواجز وتنفس جميع الناس عبق الحرية، لم يعد لدى أم محمد وأم عمر وغيرهن من الأمهات أي دواعٍ للقلق، لأن الأبناء من الشباب لم يعودا في مرمى الاستهداف بعد أن ولّت حواجز النظام البائد بعناصرها الذين لا يوجد في قواميسهم أي اعتبارات إنسانية.