المنافسة تدفع معاصر الزيتون لتخفيض أسعارها.. نسبة استخلاص الزيت مُرضية للفلاح
اللاذقية – باسمة اسماعيل:
تعدّ “قطعية” زيت الزيتون جيدة هذا الموسم، والقطعية هي (كمية الزيت المنتج من عدد تنكات الزيتون الأخضر زنة ١٣ كغ )، وتتحدد قطعية الزيت حسب ما ذكر مزارعون لـ “تشرين”، من خلال ما يتم إنتاجه، الحد الأعظمي للإنتاج، وذلك بأن تعطي كل / 4 – 5/ تنكات زيتون بيدون زيت سعة /20/ ليتراً، والإنتاج المتوسط /6 – 7/ تنكات تنتج بيدوناً وهو الغالب في الإنتاج هذا الموسم، لكن إذا كان فوق /٧/ تنكات، تكون القطعية غير جيدة.
هذه القطعية تحددها أسباب عدة، حسب ما أشار بعض المزارعين لـ”تشرين”، منها نوع الزراعة (بعل- مروي )، صنف الزيتون وتوقيت قطافه ونضوجه، والعناية بالشجرة خلال الموسم من (تقليم – حراسة – سماد)، وأخيراً يأتي دور المعصرة لجهة حداثتها ونزاهة صاحبها في تحديد القطعية.
فيما أكد مزارعون آخرون أنّ معظم المعاصر التزمت بتسعيرة اللجنة التي حددت سعر عصر الزيتون، فيما بعض المعاصر تقاضت أسعاراً أقل كنوع من التنافس مع المعاصر الأخرى وبالجودة نفسها، موضحين أنّ هناك معاصر يتجه إليها المزارعون وينتظرون يومين أو أكثر لعصر محصولهم فيها نظراً لجودة الأداء والنظافة والنزاهة، ومعاصر أخرى يتجهون إليها جودتها عادية لكن أصحابها نزيهون، ومعاصر قليلة تمتلك الجودة في العصر والنظافة، لكن لا يقصدها إلّا المضطر من المزارعين بسبب عدم قدرته على نقل محصوله إلى معصرة أخرى وتكبده أعباءً مالية إضافية، وذلك لتلاعب هذه المعاصر في عصر الزيتون ليتسنى لأصحابها إعادة عصر ( التمز ) أي العرجوم فيما بعد للحصول على الزيت المتبقي بالزيتون، واستخراجه زيتاً وبيعه، إما زيتاً للأكل أو لاستخدامه في صناعة الصابون، ويكون العرجوم ( التمز) الذي يحتوي القليل من الزيت مرغوباً بالبيع أكثر من العرجوم الناشف.
اقتراح إغلاق أكثر من /14/ معصرة
للوقوف عند إجراءات اللجنة المشكلة من المديريات (التجارة الداخلية وحماية المستهلك- البيئة- الموارد المائية برئاسة مديرية الزراعة) حول عمل المعاصر والتزامها بالتعليمات، بيّن رئيس دائرة الأشجار المثمرة في مديرية زراعة اللاذقية المهندس عمران إبراهيم أنه يتم التقيد بتعليمات لجنة توحيد الرقابة على المعاصر بنسبة تتجاوز 90%، وهناك بعض الحالات التي تتجاوز التعليمات كتلك الخاصة بالقرار 190/ت الناظم لعملية تجميع وترحيل وتوزيع مياه الجفت، وأيضاً بما يخص تجديد السجل الصناعي والثبوتيات اللازمة، وكذلك شروط النظافة وأسلوب العصر الصحيح، وخاصة أن المعاصر الحديثة بالأخص تحتاج خبرة فنية حقيقية تتناسب مع حالة ونوع الزيتون الوارد للمعصرة، وأيضاً الالتزام بالتسعيرة، وقد تم اقتراح إغلاق أكثر من /14/ معصرة، صدر قرار بخمسة منهم والبقية تباعاً، وكل المخالفات بسبب عدم الالتزام بالقرار 190/ت الصادر عن وزير الزراعة، كما تم سحب عينات من البيرين (العرجوم) من قبل الضابطة التموينية وأرسلت إلى مخبر التحليل.
نوع من المنافسة
وعن الالتزام بالتسعيرة المحددة بيّن إبراهيم أن أغلب المعاصر تأخذ أقل من التسعيرة المعتمدة كنوع من المنافسة.
ونوه بأنه تمت معالجة عدة شكاوى خاصة بالقطعية وتم تنظيم ضبوط عينات التحليل وعند صدور النتائج المخالفة تحال للقضاء المختص.
“قطعية” جيدة
وأشار إبراهيم إلى أنّ إنتاج المحافظة يبلغ حوالي /50/ألف طن، المتوقع أن تعطي ما يقارب /8000/ طن زيت، ويوجد /137/ معصرة، منها /85/ معصرة حديثة طرد مركزي و /52/معصرة مكابس، مؤكداً أنّ قطعية الزيت هذا العام جيدة، وذلك عكس السنوات الماضية بسبب الظروف المناخية، و خاصة انقطاع الأمطار بعد الثلث الأول من أيلول، وعموماً تعود القطعية بالدرجة الأولى لنوع الصنف، فمثلاً الخضيري يعدّ الأعلى، حيث تصل النسبة فيه إلى 28% وتوجد بعض الأصناف مثل الدرملالي تصل النسبة فيه إلى حوالي 22%، والتفاحي لا تتجاوز النسبة فيه 10%.
وتابع إبراهيم: عموماً يصنف الزيتون حسب نسبة الزيت فيه، إما أصناف زيت أو أصناف مائدة أو الاثنان معاً، و هذه الأرقام المذكورة سابقاً تخضع للتفاوت حسب السنوات والخدمة الزراعية المقدمة، ونوع الزراعة( مروية أو بعلاً)، فعادة المروي تكون نسبة الزيت أقل، وأخيراً يأتي دور المعصرة، وهنا وللتأكد من عمل المعصرة، يتم أخذ عينات البيرين (العرجوم) للتحليل في مخبر التموين، وفي حال زادت النسبة عن 5% زيت في العينة تعد مخالفة في معصرة الطرد الحديث، و 7% في معاصر المكابس، ويختلف توصيف المخالفة حسب تعليمات التموين.
6 عينات مخالفة
من جهته، رئيس دائرة حماية المستهلك رائد عجیب بيّن أنه من خلال متابعة عناصر اللجنة الموحدة لعمل المعاصر، تم أخذ عشر عینات من بيرين الزيت ( العرجوم) ونتيجة التحليل تبين أن هناك ست عينات مخالفة، لارتفاع نسبة الزيت الموجود بالعرجوم عن الحد الأقصى المسموح به، وهو 5% للمعاصر الحديثة و 7% للمعاصر القديمة (المكابس)، وأربع عينات مطابقة للمواصفات التي حددتها اللجنة، هذه العينات منذ بداية المعاصر بالعمل بداية شهر تشرين الأول، والعمل مستمر حتى نهاية موسم قطاف الزيتون.
وأشار عجيب إلى أن المعاصر ملتزمة بالتسعيرة، حتى إن بعض أصحاب المعاصر يأخذون أقل من التسعيرة كنوع من التنافسية، وملتزمون بموضوع عدم تلويث مياه الجفت للأنهار والينابيع والآبار.
وأضاف عجيب: بالنسبة للمعاصر المخالفة لم يتم أخذ أي إجراء بحقها، لأحقية صاحب المعصرة بالاعتراض على نتيجة التحليل وإعادة تحليلها، وبعد ذلك يتم أخذ القرار بالإغلاق إذا كانت نتيجة التحليل للمرة الثانية مخالفة.
لا أحد يخسر
أصحاب بعض المعاصر ممن التقتهم “تشرين” أشاروا إلى أن المصداقية والجودة في عملهم هما هوية معاصرهم ورأس مالهم، اللذان يجعلان بعض المزارعين لا يعصرون إلّا في معاصرهم، ونوه آخرون بأن ما تم من تخفيض بأسعار العصر عن السعر الذي حدد من قبل الجهات المعنية، هو نوع من المنافسة وليس لعدم الجودة أو التلاعب، وقلة قليلة يتلاعبون وهم خاسرون حتماً يربحون الآن لكنهم خسروا المصداقية، مؤكدين أن لا أحد يعمل ليخسر ، فهذه التنافسية ستزيد من ربحهم ، وخاصة بموضوع العرجوم، ولاسيما أننا مقبلون على فصل الشتاء، فسيكون الطلب عليه كبيراً أكثر من السنوات الماضية، لقلة كمية المازوت والتشدد بموضوع التحطيب.