متغيرات وثابتة “إسرائيل”‏

يتغير الرئيس الأميركي وتتغير حكومات غربية، ويبقى الدعم للكيان الإسرائيلي على ‏حاله ‏بل يزداد، كما يبقى الرهان على تغير في الكيان الإسرائيلي باتجاه «السلام» مجرد ‏أوهام ‏يتلطى البعض خلفها لتبرير العجز عن المواجهة، وأكثر من ذلك المواءمة بين ‏وجوده ووجود ‏الكيان الإسرائيلي، فيما تحمل بعض الدول والقوى أحمالاً أكثر من ‏طاقتها في المواجهة، ‏حملتها طوال العقود السابقة، بدافع من عروبة وبدافع سيادي ‏بحت.‏
ليست القضية هي شخص رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو فقط، بل هي ‌‏الكيان بكامله، فتغيير نتنياهو، لن يقوض الإرهاب الصهيوني للمنطقة، أو أطماع ‏الكيان ‏التوسعية، وها هو وزير مالية هذا الكيان، بتسلئيل سموتريتش، يحمل لواء ‏الإرهاب التوسعي، ‏ويدعو « إلى تطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية ‏بحلول 2025 عام»، وغيره أيضاً من ‏أعضاء «الكنيست» الصهيوني الذين يسيرون على نهجه، بالدعوة إلى قضم مناطق الضفة الغربية.‏
ما قُدم للكيان الإسرائيلي من تنازلات، مقابل الحد الأدنى مما يسمى «السلام»، أكثر ‏بكثير ‏مما قد يحلم به مستعمر ومحتل، والحال لم تتغير منذ عام 1948 حتى اليوم، ‏من اتفاقيات ‏كامب ديفيد، وادي عربة، أوسلو، مبادرة السلام العربية عام 2002، ‏إلى ما يسمى ‏«الاتفاقيات الإبراهيمية» والتطبيع السري والعلني، وكلها متغيرات في ‏المواقف، لم يلتزم ‏بها الكيان، ولم تدفعه للاتجاه نحو «السلام»، وأقله التهدئة ‏والمفاوضات، بل إلى التوسيع من ‏رقعة عدوانيته على المنطقة، وحتى التآمر على ‏الدول التي عقد اتفاقيات تطبيع معها. ‏
التغييرات في أوروبا من حكومات اشتراكية عمالية إلى رأسمالية أو محافظة إلى ‏شعبوية، ‏وفي أميركا من رئيس على خلفية ديمقراطية إلى جمهورية، لن تغير من الدعم ‏لـ«اسرائيل»، ‏بل إلى السباق في مضمار من يقدم أكثر للكيان، ومن يحميه أكثر، ومن ‏يمنحه ما ليس له عليه ‏من سلطان.‏
وتبقى الثابتة الوحيدة، هي أن الكيان الإسرائيلي كيان توسعي استيطاني، ولأنه أهم ‏قاعدة ‏متقدمة للغرب سيبقى يتلقى الدعم منه، وبدوره سيبقى معادياً للمنطقة، ‏فالحاجة بينهما تبادلية ‏تفاعلية، لا نفوذ للغرب على المنطقة بلا التوحش الإسرائيلي، ‏ولا لـ«إسرائيل» وجود بلا ‏التوحش الاستعماري الاستغلالي للمنطقة.‏
المنطقة والعالم على أعتاب مرحلة متغيرة، ليس بفضل ما يحدث في الغرب من تبديل ‌‏للرؤوس، بل بما يطمح إليه عالم الجنوب من تنمية واستقرار، هنا تكمن فرصة ‏الشعوب ‏المحتلة، بمعونة الصاعد الجديد «بريكس» للتخلص من فتن الغرب، التي ‏زرعها في ‏المنطقة، وعلى رأسها الكيان الإسرائيلي، من أجل حصاد كل خيرات ‏المنطقة.‏

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
العماد عباس: سورية بجيشها وشعبها وقيادتها قادرة على تجاوز التحديات الميدانية مهما اشتدت أو صعبت طالب بزيادة الاهتمام بأوضاع السوريين المهجرين بفعل ‏الإرهاب.. مجلس الشعب: التشدد في مراقبة الأسواق وعدم السماح باحتكار المواد اكذب بصورة..«انتصر» بصورة.. قاعدة أسقطها السوريون وطوّعوها للصد والرد نعمل على محوري الشراكة والحزم.. المنجد: لدينا مخازين كافية من الدقيق والقمح ولجنة لضبط الأسعار القيادة العامة: الوحدات العسكرية المرابطة في حماة تعيد الانتشار والتموضع خارجها حفاظاً على أرواح المدنيين إجراءات حكومية لتقديم التسهيلات اللازمة لدعم النشاط الاقتصادي لمحافظة حلب والمناطق المحيطة بها إسناداً لجيشنا وبطولاته.. السوريون يشكلون جبهة إعلامية تتصدى لحرب التضليل وتوثق ‏بالصوت والصورة حقائق الميدان عشيرة الزيادات الشعبانية: سورية ستخرج من هذه المعركة منتصرة لأنها صاحبة حق لمواجهة الآثار المدمرة على كوكبنا.. علماء يعتزمون إنتاج «لقاح للمناخ»‏ مبابي: أتحمل مسؤولية الهزيمة كاملة