الغرامات الرياضية… عقوبات خجولة

كلمة وداعاً لحالات الشغب والفوضى في ملاعبنا الرياضية هل هي من ضرب الخيال أو الأماني المستحيلة?..وهل العنتريات المتبادلة بين المشجعين للفرق الرياضية وأمثالهم من الفرق المنافسة وما يتبعها من تنمر مستفز لا يستثني أحداً هو جزء من احتفالية الفوضى؟ …

الخوف هنا من أن تكون هذه الحالات غير المرضية في ملاعبنا و صالاتنا قد أصبحت طقساً رياضياً لابدّ من أدائه والتفنن في إظهاره و تقديمه للمجتمع على أساس أنه حالة طبيعية وفورة حماس ورد فعل عابر من البعض، ولكن السؤال هنا: من أعطى الحق لهؤلاء المشجعين المفترضين و المنفلتين من عقال الأخلاق الرياضية بافتعال الفوضى و تأجيجها للتعبير عن غضبهم وانزعاجهم وأحيانا فرحهم وإقدامهم على ممارسة جميع أشكال اللامسؤولية? وما يتبعها من انتقاص للمشاعر الإنسانية و تعمد الإساءة للغير بالألفاظ أو ما شابه، أما آن لهذه الحالة العبثية أن تنتهي أو تضبط بالحد الأدنى?، أين هي روابط المشجعين المفترضة لضبط الأمور? وأين هي تلك الأنظمة والقوانين الرياضية الفعالة التي تحد من هذه الظاهرة وتحاسب المخطىء والمسيء حساباً رادعاً?
هل المطلوب لحل هذه المعضلة أن نستنفر دائماً الأعداد الكبيرة من رجال الأمن و شرطة مكافحة الشغب وكأننا في جبهة حرب، نعم إن ما اتخذته لجنة الانضباط و الأخلاق في اتحاد الكرة مؤخراً من عقوبات متنوعة طالت بعض الأندية الممتازة وجماهيرها وإدارييها هو من جوهر عملها رغم أنها بحسب بعض المراقبين لاتسمن ولا تشبع من جوع لأنها تقع ضمن دائرة التحذير الأخضر و الإنذار الناعم والغرامات التشجيعية ولم ترقَ إلى حالات رادعة، نتمنى الخير والسلامة للجميع ونأمل تعزيز ثقافة التشجيع الإيجابي والعقلاني وتفعيل دور روابط المشجعين باتجاه التصرفات اللائقة والمسؤولة التي تزيد اللقاءات الرياضية جمالاً ومتعة وتشويقاً وضرورة تذكيرهم بأنهم تحت المجهر الرياضي، وهناك من يشاهد وهناك من يغلق عينيه خجلاً من هذه التصرفات التي تعبّر عن الجهل وغياب الروح الرياضية، ونأمل أيضاً تعزيز و تعميم ثقافة أنّ الربح والخسارة أنما هي من روح ومفاعيل التنافس الرياضي, وإنّ التشجيع ومناصرة الفرق الرياضية ومتابعتها بالملاعب والصالات لا يكون بالإساءة, وإنما بالوعي الرياضي والتصرف الأخلاقي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار