لماذا يشكك الأطباء في «الطب البديل»؟
تشرين – دينا عبد:
على الرغم من تزايد انتشار العلاج بالطب البديل في الآونة الأخيرة، إلا أن ثبوت فعالية هذا النوع من العلاج من الناحية العلمية لا يزال في مهب التشكيك خصوصاً من قبل ذوي الاختصاص الطبي.
وبين الرأي الطبي الذي ينفي ثبوت نجاح هذا النوع من العلاجات بطريقة الأبحاث العلمية من جهة، وإقبال الناس وتفضيلهم الطب البديل على مثيله الكيميائي من جهة أخرى، وتأكيد العاملين في مجال الطب البديل خلو هذا العلاج من أي مضاعفات وتأثيرات جانبية عكس نظيره الكيميائي من جهة ثالثة، يتبادر للذهن السؤال عن حقيقة أسباب معارضته ومدى فعالية هذا العلاج في التخلص من العديد من أمراض العصر المختلفة.
الأكثر طلباً
فعلى المستوى المحلي تفضل زينب (التي تُعالج من مرض معين) التوجه للتداوي بالأعشاب عند محلات العطارة، وذلك نظراً لعدم وجود أعراض جانبية عند تناول هذه الأعشاب.
مرضى: نفضل التداوي بالأعشاب لعدم وجود أعراض جانبية
«أبو تيسير»، صاحب محل عطارة هو ليس طبيباً، إلا أن الاستشارات «الطبية» التي يقدمها للناس تقول عكس ذلك، وهو يؤكد أن خبرته منذ ما يزيد على ثلاثين سنة في هذه المهنة وقراءاته في هذا المجال جعلته خبيراً في الأعشاب وقادراً على إعطاء الوصفات، إلا أنه لا يدعي أنه طبيب.
ويؤكد أبو تيسير أن أكثر الأعشاب التي يطلبها الناس هي حبة البركة، ورق الزعتر، الميرمية، وأعشاب تخفيف الوزن بشكل عام.
(50) مرضاً تعالج بالأعشاب
يوجد قائمة على باب محل أبو تيسير توضح الأمراض التي يمكن علاجها بالأعشاب، والتي تصل إلى (50) مرضاً منها آلام الصدر، الإمساك، ضغط الدم، ارتفاع الكولسترول، البواسير وغيرها. إلى جانب وجود قائمة أخرى (جدول للتنحيف) يقدم نظاماً غذائياً للتخفيف، يشترط بداية تغيير الأنماط الغذائية وممارسة الرياضة، والإكثار من شرب الزهورات، تغيير أسلوب النوم، شرب كأس مياه قبل وجبة الغذاء، ومن ثم اتباع نظام تنحيف من ثلاث وجبات: الإفطار والغداء والعشاء.
فيما يصف أبو تيسير، باعتباره عطاراً، «الزعرور» وطريقة تناوله ووقته لتخفيض الكولسترول في شرايين القلب، فيما يصف مستخلصات شمع العسل لتسلّخ الجلد، السنديان لتبييض الأسنان وغير ذلك الكثير، إلى جانب وصفات جاهزة معبأة في علب مفتوحة وعليها تاريخ صلاحية مثل زيت البابونج ودهن الورد لعلاج الكلف، الحبة السوداء والجرجير للبواسير، دهن البرتقال والليمون والياسمين للنمش، دهن البصل لمنع تساقط الشعر، والصبار لجلدة الرأس.
تخفيض السكري
وفي السياق نفسه، تقول السيدة وفاء إنها لجأت لخبيرة التغذية لمساعدتها في تخفيض نسبة السكري لديها الذي ارتفع في فترة محددة ليصل إلى (400-500)، حيث بعدما بدأت تتناول غذاء ملكات النحل، وبقيت على الدواء أيضاً، فانخفض لديها السكري إلى (115-120) ولم يرتفع بعدها لغاية الآن، علماً أن علبة هذا الغذاء تكفي ستة شهور، الأمر الذي وفر بالنسبة لمريض السكري من أخذ أدوية أنسولين لمدة ستة شهور.
في حين تذكر أريج أنها لجأت لأحد العطارين لعلاج النمش والكلف الذي بدأ يظهر على وجهها نتيجة الشمس، منوهة بأن بشرتها في تحسن مستمر.
مضاعفات
وفي الإطار نفسه يقول أحد الأطباء أنه من خلال خبرته في عيادته الطبية فإن العديد من مرضى السكري والضغط يفضلون التوجه بعد معرفتهم بأمراضهم للتداوي بالأعشاب حيث يتحسنون نفسياً لفترة ما ثم تنتكس صحتهم من جديد فيعودون مرة أخرى، مطالبين بالخضوع للعلاج الطبي.
وبرر ذلك بعدم وجود ناحية علمية يرتكز عليها فيما يخص المعالجة بالأعشاب، فالذي يعطي الوصفات عادة هو مجرد عطار عادي، منوهاً : قد يحدث مضاعفات إذا أكثر المريض من تناول أو شرب العشبة بطريقة خاطئة مثل المغص، الإسهال أو حتى التهاب المعدة.
وحول مضاعفات تناول الأدوية الطبية بدلاً من التداوي بالأعشاب، قال: إن مضاعفات الأدوية عادة تكون مدروسة ويتم اختبارها علمياً، مؤكداً أنه كطبيب مع الطبيعة والتمارين والتغذية والمعالجة الطبيعية إلا إن التداوي والمعالجة بالأعشاب محلياً لا تستند إلى أسس علمية وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها.
د هيثم زوباري خبير التغذية والأعشاب الطبية من الأكاديمية البريطانية بين لـ(تشرين) أنه عبر التاريخ كان طب الأعشاب هو العلاج الوحيد للمرضى وبعد تطور العلوم استطاعت شركات الأدوية الكيماوية استخلاص المواد الفعالة من بعض النباتات الطبية وتصنيع أدوية مثل حبة الأسبرين المصنعة من لحاء شجر الصفصاف، وهنا لا ننسى فضل الطب الكيماوي على المجتمع البشري حيث عالج أمراضاً وأنقذ أرواحاً ولكنه بنى مستودعات من السموم في أجسامنا لأن الدواء الكيماوي قد يفيد ولكنه حكماً سيترك آثاراً سلبيةً على صحة المريض عكس طب الأعشاب الذي يعالج ولا يترك آثاراً سلبية في جسم المريض، لذلك كان حضور طب الأعشاب في العصر الحديث قوياً لأنه عالج كثيراً من الأمراض المستعصية وأنا استطعت من خلال تجاربي وممارستي علاج أمراض عديدة بالأعشاب الطبية مع برنامج غذائي نباتي متناسب مع الدواء وخاصة بعض أمراض الجهاز الهضمي.. الجلدية.. العصبية.. النسائية، العقم أي عدم الإنجاب، وحتى بعض حالات السرطان، وعشرات حالات الكورونا أيام انتشارها وغيرها من بعض مشاكل البشرة.
زوباري: الطب البديل يعالج أكثر من 50 مرضاً
وأضاف زوباري أنا لا أسمي طب الأعشاب الطب البديل لأنني لا أريد أن أكون بديلاً عن أحد ولا أرضى لأحد أن يكون بديلاً عني، فالمجتمع يحتاج جميع الاختصاصات الكيماوية والنباتية وغيرها ونحن نعتمد على الأجهزة الطبية ومخابر التحليل والتصوير لتشخيص المرض وهذا ما نتفق عليه مع الطب الكيماوي ولكن نختلف بالعلاج فقط، إذ نعطي المريض بعد تشخيص حالته المرضية دواء من الأعشاب الطبية لأننا على ثقة في الشفاء من دون أي أثر سلبي للدواء على صحة المريض، وفيما يخص رأي بعض أطباء الكيماوي أقول أنا لست عدو ما أجهل من العلوم أنا لا أفهم علم الذرة، هذا لا يعني أن علم الذرة خطأ أو غير مجدي نفعاً للبشرية؟؟ الخطأ عندي لم أتطور إلى مستوى فهم هذا العلم أو ذاك وهذا ما ينطبق على بعض الزملاء الكيماويين الذين يرفضون أي اختصاص لا يعلمون عنه إلا ما ندر..
وحسب زوباري فإن الأمراض التي نجح طب الأعشاب في علاجها تصل إلى أكثر من ٥٠ مرضاً منها أمراض الجهاز الهضمي مثل ( المعدة وتقرحاتها – فرط الحموضة – القولون وأمراضه – الكبد وأمراضه المتعددة)، وكريمات لعلاج جميع مشاكل البشرة، والشقيقة و التصلب اللويحي، و تضخم الغدة الدرقية- حب الشباب – الليشمانيا، وأمراض القلب والأوعية الدموية والدم مثل ( الذبحة الصدرية- اضطرابات القلب – تصلب الشرايين- ارتفاع ضغط الدم- انخفاض ضغط الدم ..)، و أمراض العمود الفقري مثل انزلاق فقرات وفتق نواة لبية وغيرها، وبعض حالات السرطان وبعض الأمراض الجلدية مثل الأكزيما و الصدفية.