جلطات الشباب تزداد يوماً بعد يوم ..دراسة حالة متلازمة “القلب المكسور”
دمشق- دينا عبد:
يومياً نخسر شبابنا ونقرأ العديد من النعوات، حيث يعتقد البعض أن الجلطات الدموية تصيب كبار السن فقط، لكن على العكس فقد تصيب الشباب في أعمار متفاوتة، والمفاجأة أن البعض يصاب بها في سن الطفولة، كما تصيب بعض الأصحاء في سن الشباب، حتى إن الرياضيين لم يسلموا من الإصابة بالجلطات الدموية.
الاضطرابات القلبية والنفسية (متلازمة القلب المكسور) عنوان مشروع التخرج لطلاب كلية الطب البشري في جامعة الشام الخاصة؛ حيث استحوذ عنوان المشروع على اهتمام الجميع على اعتبار أن جلطات الشباب تزداد يوماً بعد يوم، فهل أسبابها نفسية ؟
مشروع تخرج لطلاب كلية الطب البشري في جامعة الشام الخاصة
مشروع التخرج من إعداد الطلاب د. أفند عبد الرحمن خلف ود. سيف الدين رضوان إبراهيم وبإشراف د. بركات شاهين اختصاصي بالأمراض القلبية واختصاصية الصحة النفسية د. غنى نجاتي.
في البداية تحدث د. بركات شاهين المشرف على مشروع التخرج، حيث بيّن أن أسباب الأزمات القلبية الحزن الشديد والفرح الشديد وغالباً الحزن الشديد يؤدي إلى أزمات قلبية؛ والدور النفسي له أهمية كبيرة في تأثير الحزن والفرح اللذين يؤديان إلى مشكلة قلبية ك احتشاء عضلة حاد.
وتحدث د. شاهين عن أسباب إصابة الشباب بالجلطات القلبية المبكرة، مشيراً إلى أن انتشار التدخين بسن مبكرة إضافة لسوء الحالة النفسية العامة التي تؤدي إلى زيادة تشكل الجلطات وعدم انتظام النوم والحالة الصحية.
بدوره د. أفند خلف تحدث خلال تقديم المشروع عن زيادة معدل انتشار الوفيات بالسكتات القلبية بالفئة العمرية أصغر من 30 سنة وعلاقته بالطب النفسي وسلط الضوء على الجانب النفسي وعلاقة الطب النفسي بالاضطرابات القلبية؛ والهدف من المشروع كان نظراً للوفيات المفاجئة التي تحدث بين شبابنا ونظراً لاحتمالية التشخيص الخاطئ لبعض الحالات القلبية، حيث يتم الحديث عن هذه المتلازمة النادرة وهي نادرة لأنها صعبة التشخيص؛ ولها العديد من التشخيصات إضافة لدور الجانب النفسي وتأثيره على الصحة الجسمانية وخاصة القلبية مع التنويه لأهمية الاهتمام بالجانب النفسي لأن السبب الأول والأخير لبعض الأمراض الجسمانية هي الاضطربات النفسية التي تحدث بشكل عابر ومفاجئ لحياة المرضى وأن تقبل فكرة أهمية الجانب النفسي على حياة المريض بشكل عام.
د. شاهين: سوء الحالة النفسية العامة تؤدي لزيادة تشكل الجلطات بين الشباب
بدوره د. سيف إبراهيم تطرق خلال تقديم مشروع التخرج إلى علاقة الطب النفسي ببعض أعضاء الجسم وكيف ربط الطب النفسي ببعض الأمراض النفسية وبعض الأعضاء التشريحية بالجسم وكيف يمكن أن يساهم الطب النفسي بآلية معينة أو بالفيزيولوجيا المرضية لهذه المتلازمة.
د. غنى نجاتي تحدثت عن الاضطرابات القلبية نفسية المنشأ فقالت؛ بعد وفاة العديد من الشباب بعمر مبكر إثر نوبة قلبية من دون أن يكون هناك أي أعراض أو مشاكل بالعضلة القلبية هذا كان محرك ألم نفسي شديد ولكن هو دافع علمي رهيب كي نعرف ما هي القصة؟
اكتشفنا أن الشدة النفسية والضغط النفسي هي المحرك الأساسي للجهد القلبي؛ وممكن أن تكون هذه الشدة أقوى من طاقة الإنسان للتحمل وهذا الشيء الذي يصيب القلب، فالشدة النفسية ليست دائماً حالة حزن إنما قد تكون حالة فرح مفاجئ.
لذلك من الضروري بحسب اختصاصية الصحة النفسية د. غنى نجاتي أن ندرب الشباب على ما يسمى مهارات الحياة أي (مهارات حل المشكلات) وهي من الأمور الأساسية كمهارة حياتية واجبة لكل الاختصاصات ولكل الأعمار،
د. نجاتي: الشدة النفسية والضغط النفسي هي المحرك الأساسي للجهد القلبي
كما يجب تعليم الشباب تقنيات التحصين من التوتر (تقنيات الاسترخاء) ، مضيفة: صحيح أن هذه التقنيات لن تلغي التوتر والمشاكل والصدمة التي عانينا منها ولكن ستساعدنا أن نتعلم كيف نخفض التوتر.
ونوهت د. نجاتي أنه لا توجد حياة خالية من التوتر بشكل كامل وحتى نكون واقعيين يجب أن نتعلم كيف نتعامل مع التوتر في حياتنا بطريقة يبقى تحت السيطرة؛ لأن الإنسان عندما يتوتر يرتفع لديه الأدرنالين، فيصبح لدى جسمه حالة من التأهب؛ في هذه الحالة يمكن أن يصبح لديه تسرع في دقات القلب.
وختمت د. نجاتي بالقول: يجب ألا نأخذ الحياة بصرامة يجب أن تكون لدينا حصانة ومرونة ومناعة تجعلنا أشخاصاً نتحمل الصدمات ونكون واقعيين.
وفي الختام نصح د. بركات شاهين الشباب باتباع النظام الصحي للحياة والامتناع عن التدخين ما أمكن وتنظيم النوم وتخفيف تناول الوجبات الجاهزة بين الشباب وتنظيم الطعام من ناحية الإكثار من الخضار والفواكه وتخفيف المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأهم الإيمان بأن الخير آتٍ ولا نركن للمشاكل النفسية والضائقة المالية مهما طالت