موضوع يحتمل الجدل والنقاش.. هل تناسب الرياضة مرضى القلب؟.. مدرب يوصي بها وطبيب ينصح بالاستشارة المسبقة
دمشق- إلهام عثمان:
في الرياضة حياة… موضوع لا يحتمل الجدل أو النقاش, فمثلما للموسيقا أثرها في غذاء الروح, تعتبر الرياضة غذاء الجسد أيضاً, ففي مجتمعات أخرى نجد أن اليوم يبدأ بالتمارين الرياضية ولا يمكن الاستغناء عنها, إلا أنها في مجتمعتانا تعتبر ممارستها, عند البعض نشاطاً ترفيهياً, سواء كان من خلال ارتياد النوادي أم الجري صباحاً, إلا أنها في حقيقة الأمر يجب أن تكون من ضمن برامجنا اليومية, لما لها من دور مهم في تحسين صحتنا والوقاية من الأمراض، لذا يجب ألا نتجاهلها, كونها مفيدة لكل الفئات العمرية وبمختلف شرائحها, إلا أنها تكون مفيدة أكثر وبشكل خاص, لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة مثل أمراض الغدة وأمراض السكري والقلب والربو وغيرها.
في دراسات عدة أشار الباحثون إلى أن ممارسة التمارين الرياضية “المنتظمة” يمكن أن تحسن صحة القلب, وتقلل من خطر الإصابة بأمراضه, هذا ما أكده المدرب كفاح الحبيب خلال تصريحه لـ”تشرين”, كما أنها تساعد في تحسين مستويات الكوليسترول في الدم وتنظيم ضغط الدم, وممارستها بصفة مستمرة يقلل من التوتر والقلق ويحسن الصحة العامة للجسم.
فالأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم والربو وغيرها حسب رأيه, يمكنهم الاستفادة من الرياضة بشكل ملحوظ إضافة لتحسين صحة القلب، ويمكن للرياضة أن تساهم في تحكم المريض في نسبة السكر في الدم في حالة السكري، وتحسين القدرة على التنفس في حالة الربو, و تخفيف الألم في حالة التهاب المفاصل, فالتمارين الرياضية المناسبة لكبار السن تساعد على تعزيز المرونة والتوازن, وتقليل خطر الوقوع بأمراض عدة.
ويضيف: إن الإقبال على ممارسة الرياضة في الآونة الأخيرة بات بنسبة أقل, بسبب أن الأمور المعيشية باتت أهم و نالت من فكر ووقت الأشخاص واهتماماتهم, والفئة التي تهتم بالرياضة والأكثر إقبالاً هي الشباب ما بين 15 لـ35 عام تقريباً, أما نسبة النساء وكبار السن فهي قليلة نوعاً ما.
أما بنسبة للاشتراك الشهري في الأندية فيختلف من منطقة لأخرى, فالنوادي الموجودة في المناطق الشعبية والعشوائية, يختلف اشتراكها الشهري عنها في المناطق المنظمة والراقية, فأجور المحلات أيضاً لها دورها, تزيد كلما كانت المنطقة أرقى, ولا ننسى أنه هناك أيضاً أجور عمال التنظيف في النادي وأجور المدربين المترتبة علينا أيضاً, كل ذلك يجب أن يكون في الحسبان فيزيد من تكاليف الاشتراك ما يجعل المواطن يعيد تفكيره في متابعة الرياضة, مؤكداً أنه كلما كان المدرب ذا سمعة حيدة، جذب المتدربين, وكلما تم تخديم النوادي وتحسنت تجهيزاها، زاد عدد الآلات الرياضية الحديثة, وغيرها من الأمور المتعلقة، زادت أسعار الاشتراك في النادي وبالتالي لكل مقام مقال.
هذا وقد أوضح أنه على الرغم من أهمية الرياضة إلا أنه يجب استشارة الطبيب المعالج بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة، وكل حسب حالته، والتأكد من أن النشاط الذي يتم ممارسته يلائم الحالة الصحية للشخص، وأن يتم تصميم برنامج وتمارين رياضية بسيطة وآمنة وفعالة, بالتنسيق ما بين المدرب والطبيب المختص بما يتناسب مع حالة المريض, للاستفادة قدر المستطاع من الرياضة دون أن تسبب أي أذى للمريض وبما يتناسب مع عمره أيضاً.
سمير عبود عمره 32 أكد لـ”تشرين” أنه يمارس الرياضة منذ عامين، ولجأ لها كونه يعاني من مرض السكري المبكر, منوهاً بأن أفضل التمارين التي تتناسب مع حالته حسب رأي طبيبه, هي المشي الطبيعي كل يوم لمدة نصف ساعة أو المشي على الجهاز مع التركيز على شرب المياه بما لا يقل عن 8 أكواب يومياً, ويقول: أردت أن أجعل من مرضي حافزاً لتقوية جسدي وليس من أجل المرض, ففي الفترة الأولى كنت أشعر أن الالتزام بالتمارين الرياضية يشعرني بالسوء, أما حالياً فأصبحت الرياضة جزءاً من أهم نشاطاتي اليومية التي لا يمكنني الاستغناء عنها.
من جهته وضح د. ناصر شريف عضو في المنظمة العالمية للصحة والتغذية لـ”تشرين”, أنه يمكن ممارسة الرياضة في حال كنت تعاني من مرضٍ في القلب والحالة مستقرة, حيث تعتبر ممارسة التمارين الرياضية بانتظام جزءاً مهماً من التحكم في المرض وتحسين صحة العامة, ما يساهم في تقوية عضلة القلب وخفض ضغط الدم، وتحسين مستويات الكولسترول لدى الشخص، والسيطرة على مستويات السكر في الدم, وفقدان الوزن أو الحفاظ على وزن صحي، كما تعمل على التقليل من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وبالتالي تحسين الصحة العقلية.