أكثر من مئة وعشرين يوماً والاحتلال الإسرائيلي يحاول السيطرة على غزة، ويدفع بقواته المدججة بأحدث أنواع أسلحة القتل والتدمير.. وغزة وأهلها صامدون ويواجهون ويقدمون قوافل الشهداء قافلة تلو الأخرى في معارك لم يسجل التاريخ أقسى منها، ولم يعرف شعباً يواجه بالصدور العارية واللحم الحي “رابع أقوى جيش في العالم”.
لقد قدم شعب غزة من التضحيات ما لم يقدمه شعب في الدنيا في مواجهة ليس فيها أدنى درجات التوازن، لا من حيث العدد ولا من حيث العتاد بعد أن فرض العدو الصهيوني حصاراً على القطاع منع فيه إدخال الطعام والشراب على أكثر من مليوني شخص في سابقة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً، ودون أي رادع أو جهة دولية تقف في وجهه.
ويزداد العدو الصهيوني شراسة في ارتكاب المذابح في غزة بتشجيع من إدارة بايدن المجرمة التي أعطت الضوء الأخضر منذ البداية لشن العدوان وقتل الفلسطينيين دون تمييز، ومنعت الدول التي تأتمر بأمرها من إدانته على الرغم من جرائمة الفاضحة، ومع ذلك تدعي حرصها على حقوق الإنسان والتمسك بالشرعة الدولية.. وحقوق الإنسان براء منها.
أكثر من تسعين جريمة قتل يقوم بها كيان الاحتلال الإسرائيلي يومياً في غزة يذهب ضحيتها مئات الشهداء الفلسطينيين وآلة القتل الإسرائيلية مستمرة دون توقف ومجلس الأمن عاجز عن إصدار إدانة بسبب الموقف الأميركي المساند للعدوان الإسرائيلي، وهكذا تستمر جرائم الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، ومع ذلك لم تتوقف المقاومة عن مواجهة هذا الطغيان الذي فاق كل الحدود.
إدارة بايدن تناصر العدوان الإسرائيلي وتدعم استمراره، وهي بالأساس من طالبت به وأقامت جسراً جوياً لنقل الأسلحة والمعدات إلى الكيان الصهيوني، وفرضت على دول الاتحاد الأوروبي تأييد هذا الكيان في عدوانه على غزة وإمداده بالسلاح، فالعدوان أميركي مئة بالمئة وبدعم أميركي كامل وتأييد أوروبي بإيعاز أميركي أيضاً.
ولو تساءلنا عن سبب هذا الحماس الأميركي للعدوان الإسرائيلي على غزة وأكثر من أي وقت مضى لجاء الجواب: هو بسبب اقتراب انتخابات الرئاسة الأميركية الوشيكة وأهمية أصوات اليهود الأميركيين فيها وحرص إدارة بايدن على أن تكون لمصلحتها، وحكومة نتنياهو تعرف حاجة إدارة بايدن لأصوات اليهود الأميركيين لذلك تستحوذ على هذه الأصوات بشتى الطرق، وعليه تستفيد من ذلك في احتلالها لغزة وتأييد إدارة بايدن المطلق لهذا الاحتلال وعدم إدانة الجرائم والفظائع التي يرتكبها العدو الصهيوني.