يوسف وعفاف وضيفاهما سميحة وغسان «سهرانين» على السطح في ضيعة عادت نائيةً، بعد أن قلّ وصول السرافيس والموتورات إليها، بسبب أزمة البنزين وعيون «هيلانة» الزرق، صاحبة الدكان في الضيعة وتحويل الرصيد ومعتمد الخبز.
والتي تراقب كلّ من يمرّ على الطريق و«تشقعه» نظرة استفهامية باحتمالية ثلاثية حول مصروف وأجرة السرفيس، أو من أين «أمّن» المازوت أو البنزين، وسبب المشوار عاطفي.. أم إنه معتّر للتسوق (بيع أو شراء) معونة السكر و«قنينة» زيت القلي والرز القصير..وأكيد حصيلة أي مشوار ضربةُ شمس أو طرقة عين معروفة المصدر والمصير.
وعلى السطح كانت« الجَمعَة» هذه المرة استثنائيةً، بسبب موجة الحر التي جاءت من دون أي سابق إنذار، إذ إن البرد والهواء والمطر استمر حتى حزيران، وبسبب «تفتيق» الذاكرة الجمعية للموجودين، حول أيام المدرسة وحفظهم جميعاً وعن ظهر قلب وحب أناشيد سليمان العيسى (ماما ماما يا أنغاما وعمي منصور النجار) وأغاني نقاباتنا العمالية والفلاحية والطلبة ودندنتهم لأغنية خضرة يابلادي خضرة مع كاسة الشاي.
لكنّ السهرة لن تكتمل إلا بنكد عفاف وسميحة، واستحضار ذكريات «القسى» في ساعات صفا الشباب ومزاج و«كيف» سيجارة«التتن» الذي ضاع هباء.
بعد سماع قصة معلم المدرسة ، الموجود أيضاً في الذاكرة الجمعيّة لكل أهالي الضيعة، والذي عاقب كلّ من تلفظ بشبه كلمة نابية (شبه) أي إنهم ولمجرد التلميح لشتيمة أو بيت عتابا يحمل بين صوره البيانية كلمة غزل واضحة وصريحة في الاستراحة أو ختام أي حصة درسيّة، فالعقوبة لابد ستطول مَن تلفظ بها شتماً أو فرحاً بأغنية.
أكيد «عصاية» الرمان طالت سيقان يوسف وغسان، وأكيد شدّوا أذن عفاف وسميحة ووصل الخبر لذويهم بأنهم تلفظوا كلمات نابية، بأقدامهم الحافية و«شنتة» كتبهم المرقّعة وزوادتهم الخاوية.
وصال سلوم
71 المشاركات