التغيّرات المناخية تتوعد قطاع “الأمن الغذائي الأهم”.. ووزارة الزراعة تتحدث عن روزنامة إستراتيجية جديدة اكتفت بإعلانها عبر “فيسبوك”..؟!!
تشرين- ليال أسعد:
أصبحت مشكلة التغيّر المناخي حالة مقلقة للمزارعين على مستوى المنطقة والعالم، وبالتأكيد بلدنا سورية منها. فاختلال الظروف المناخية المعهودة سابقاً وتضارب تواقيتها باتا يرتّبان خسائر في كثير من الأحيان يعجز المزارع عن تعويضها. فضلاً عن ذلك فإن كثيراً من المزارعين لم يعودوا يدركون الظروف والمواعيد المناسبة للبدء بزراعاتهم أو أي الزراعات التي قد تتناسب مع هذه الظروف المتغيرة .
الزعبي: خلال هذا الموسم تم العمل بين منظمة الأغذية والزراعة على برنامج التنبؤ بالغلة للقمح
تساؤلات عديدة يطرحها العاملون في القطاع الزراعي عن دور الجهات المعنية في تقديم المساعدة والنصح والإرشاد لهم لتجاوز هذه الظاهرة أو التأقلم معها.هذه الهواجس حملناها إلى مدير إدارة الموارد الطبيعية في هيئة البحوث الزراعية الدكتور منهل الزعبي الذي أكد أن من أهم أعمال هيئة البحوث العلمية الزراعية استنباط أصناف نباتية متكيّفة مع التغيرات المناخية، وخلال الأعوام السابقة تم اعتماد عدد كبير من أصناف القمح والشعير ومحاصيل الخضار والأشجار المثمرة من قبل لجنة الاعتماد الوطنية “جامعات وهيئات علمية”، إضافة إلى المراكز البحثية الدولية مثل إيكاردا وأكساد .
الوحدات الإرشادية
وعن دور الوحدات الإرشادية في إعطاء جداول زمنية لمواعيد الزراعة المناسبة لهذا التغيّر في المناخ أوضح الزعبي أنه في العام ٢٠٢٢ تم عقد مؤتمر لمحصول القمح، بناء على دراسات ميدانية وبحثية لفريق عمل كبير، وبناء على هذه الدراسة والمؤتمر تم وضع توصيات حول الأصناف الملائمة لمحصول القمح، حسب المنطقة البيئية ووضع الحزم التكنولوجية الخاصة بهذه الأصناف، من حيث مواعيد الزراعة والأسمدة والاحتياج المائي وغيره، ويتم تعميمها على الوحدات الإرشادية والجهات ذات الصلة.
حملات تثقيفية
وعن قيام الوزارة بحملات توعية وتثقيفية للفلاح حول تقنيات الزراعة المناسبة لهذه الظروف المناخية بيّن أنه من خلال صفحة الإعلام الزراعي تتم بشكل دائم توعية الفلاحين حول تقنيات الزراعة الذكية مناخياً، والتكيّف مع تغيّرات المناخ ، فخلال العام السابق تم عقد اتفاقية مع منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” حول الزراعة الذكيّة مناخياً في معظم محافظات القطر، وتم تحديد فنيين وباحثين للتواصل مع المزارعين بشكل مباشر ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي لنشر مفاهيم وتقنيات الزراعة مناخياً لدى مزارعي محصول القمح.
التقنيات الحديثة في التنبؤ بالظروف المناخية.
عفيف: الكثير من المزارعين لا يتقيدون بتعليمات الدورة الزراعية، ويقومون بزراعة محاصيلهم وفقاً لرغباتهم الشخصية
وعن استخدام التقنيات الحديثة في التنبؤ بالظروف الجوية والمخاطر الزراعية، مثل الاستثمار عن بعد وتكنولوجيا المعلومات الجغرافية أكد أنه تم البدء بهذه التقنيات منذ العام السابق، حيث تم تأسيس منصة التنبؤ بالحرائق والجفاف وهي منصة استشعارية تعتمد على الاستشعار عن بعد، وتتضمن فنيين من هيئة الاستشعار عن بعد وفنيين من وزارة الزراعة، وخلال هذا الموسم تم العمل مع منظمة الأغذية والزراعة على برنامج التنبؤ بالغلة وهو برنامج يعتمد على واقع محصول القمح، إضافة إلى لاستشعار عن بعد ، وهناك عدد من هذه التقنيات نأمل أن تنتشر خلال الفترة القادمة مثل نظام الإنذار المبكر الخاص بأمراض النبات واحتياجه من العناصر المغذية.
دور الوزارة
وعن الدور الذي قامت به وزارة الزراعة بهذا الخصوص أوضح أنه تم وضع خريطة أصناف جديدة لمحصول القمح تتلاءم مع التغيرات المناخية من حيث “ثباتية” الإنتاج ورفع كفاءة استخدام المياه، من خلال نشر تقنيات الري الحديث، وتم تحديد الاحتياجات المائية للمحاصيل المختلفة من خلال المحطات البحثية المائية المنتشرة في المحافظات وتأهيل أجهزة الري السطحي المطور باستخدام التسوية بالليزر بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة، وهي توفر في المياه بحدود ٢٥- ٣٥ % مقارنة بالرّي التقليدي، وأيضاً وضعت خريطة الملوحة للأراضي السورية واستعمال المياه غير التقليدية في إنتاج محاصيل علفية مقاومة للجفاف والملوحة، إضافة إلى نشر نظام الزراعة الحافظة بهدف المحافظة على خصوبة التربة ورطوبتها.
لا يتقيّدون بالخطة
من جانبه أشار الخبير التنموي أكرم عفيف إلى أن وزارة الزراعة تقوم بوضع خطط زراعية سنوية، تعرضها على الفلاحين من خلال الإرشاد الزراعي للتقيّد بها وزراعتها حسب البيئات المناخية الموجودة، ولكن الكثير من المزارعين لا يتقيدون بتعليمات الدورة الزراعية، ويقومون بزراعة محاصيلهم وفقاً لرغباتهم الشخصية، التي يعتقدون أنها توفر لهم مردوداً وأرباحاً أكبر من الخطة الموضوعة.