المراقب السلبي وتأثيره على الطلاب داخل القاعات الامتحانية… ماذا عن الزيارات الرسمية

تشرين- دينا عبد:
العملية الامتحانية ليست طالباً وورقة أسئلة وقلماً، هي مراقب ومركز امتحاني وزملاء وأسئلة وبطاقة، وفي هذه الحالة يغلب على الطلاب قبل بدء الامتحان التوتر، وسلوك المراقب السلبي داخل القاعة يزيد من توترهم.
تتحدث هديل طالبة في الثانوية العامة عن سلوك المراقب، الذي ظل طوال الوقت يردد جملته (الباقي من الوقت كذا) ما جعلها تتوتر، وأصبحت غير قادرة على التركيز، ففقدت بعض الدرجات في مادة اللغة الفرنسية.
وكذلك الأمر نفسه حصل مع عبير التي أزعجتها المراقبة في طريقة سيرها داخل القاعة، ذهاباً وإياباً، ما سبب ضجيجاً ومنع أغلب الطلاب من التركيز.
اختصاصية الصحة النفسية د. غنى نجاتي تتحدث عن الأثر النفسي لوجود المراقبين السلبيين في قاعات الامتحان، مبينة أنه حتى تسير العملية الامتحانية على أكمل وجه، وبشكل إيجابي وتحقق الهدف الأساسي، وهو تقييم الطالب بشكل عادل، من المفترض أن تكون البيئة الامتحانية والأجواء إيجابية، وخاصة لطلاب التعليم الأساسي على اعتبار أن تجربة الامتحان هي الأولى لهم خارج مدرستهم، وتعدّ تقرير مصير بالنسبة لهم.
فالضغط على طلاب التعليم الأساسي مضاعف أكثر، لأنهم في مرحلة عمرية فتية لا يتحملون فيها الضغوط، وبالوقت نفسه قد يسمعون بتجارب سابقة تزيد من توترهم؛ مثلاً: سماع بعض الشائعات عن مراقبين قاموا بسحب أوراق امتحانية من الطلاب قبل نهاية الوقت؛ أو أن هناك بعض المراكز الامتحانية تأخرت في توزيع الأسئلة؛ هذا عدا عن الأعراض التي يمكن أن تظهر على الطلاب، مثل القلق والكوابيس الليلية وغير ذلك، فوجود المراقب السلبي في القاعات الامتحانية يؤثر في أداء الطالب وتحصيله لأنها تؤدي بالطالب إلى التشتت وقلة الانتباه وفقدان مؤقت للمعلومات؛ بدليل أننا نجد العديد من الطلاب يكونون متذكرين لسؤال معين، وبسبب عدم تحمل الضوضاء التي قد تصدر عن المراقبين ينسون الإجابة عن هذا السؤال؛ بالإضافة إلى أن هناك بعض الحالات الفردية لبعض الطلاب الذين تكون لديهم محاولات للغش، فتصدر عنهم فوضى تمنع بقية الطلاب من التركيز؛ في هذه الحالة المفروض على المراقب عندما يرصد حالات غش، أن يتعامل مع الحالة بشكل هادىء، من دون حدوث ضوضاء تؤثر في تركيز بقية الطلاب.
إضافة لذلك فإنّ بعض المراقبين تكون لديهم مشاعر سلبية وغضب وعدوانية تجاه الطالب؛ لكن ليس بشكل شخصي، ويمكن أن تكون العملية هي نقل وإسقاط لمشاعره وضغوطات الحياة التي يعانيها.
على الضفة الأخرى هناك مراقبون إيجابيون يعاملون الطالب معاملة الإخوة والأولاد، ويحاولون التخفيف عنهم، وتأمين بيئة نفسية هادئة، ويخففون من توترهم بكلمات لطيفه مثل: وفقكم الله- لا تتوتروا- الأسئلة واضحة- هل يوجد استفسار وغير ذلك.
فرهبة الامتحان جزء كبير منها يكون مسؤولاً عنها المراقب.. ابتسامة صغيرة ونظرة طمأنينة تساعد الطالب على استرجاع المعلومات.
ونصحت د. نجاتي بأن يكون هناك اختيار مدروس للمراقبين، لأن وجودهم في هذا المكان الحساس يلعب دوراً كبيراً في مستقبل الطالب؛ فالمراقب السلبي يصيب الطالب بحالة توتر تمنعه من التقديم.
يذكر أنه تم تداول مقطع فيديو مؤثر على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه مراقب في الامتحانات، وهو يقوم بتهوية طلاب يؤدون امتحاناتهم في جوّ الصيف الحار، فقام المراقب بذلك باستخدام ملف ثقيل كان يحمله في يديه بينما يسير بجوار الطلاب، وقد تفاعل المستخدمون بشكل إيجابي مع هذا التصرف، وتم توجيه التعليقات حيث قيل:(هكذا يفعل الأب أيضاً مع أبنائه) و(معلم لديه ضمير وشعور بالآخرين) و(لقد ذكرني هذا الموقف بمعلمي عندما كنت صغيراً).
هذا وأثار إعجاب مراقب الامتحان الكثير من الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي، حيث أشادوا بروح المبادرة والعناية التي أظهرها المراقب تجاه الطلاب خلال تأديتهم الامتحانات في ظروف صعبة مثل الجو الحار.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار