بإرادتهم أو رغماً عنهم.. التعددية قادمة

“تجري الآن تغيرات لم تحصل منذ مئة عام، معاً نقود هذه التغيرات” بهذه العبارة اختتم الرئيس الصيني شي جين بينغ زيارته التاريخية إلى روسيا وبهذه العبارة ودّعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
من يتأمل المشهد السياسي يرَ بعين واسعة الإصرار الروسي- الصيني على ضرورة تغيير الوضع الحالي الذي يسود العالم والذي تتصدر فيه الولايات المتحدة واجهة الهيمنة والسيطرة، وتتفرد بالأحادية القطبية بغطرسة ليس لها مثيل من قبل.
على الرغم من تجنب كلتا الدولتين العظميين والعضوين الدائمين في مجلس الأمن، الحديث عن تحالف معلن بوجه الهيمنة الأمريكية والغربية والاكتفاء بوصف العلاقات القائمة بينهما بالشراكة والتنسيق الاستراتيجي الشامل، إلّا أن الواضح للجميع أن الأهداف التي يسعى لها كلا البلدين والخطوات التي يرسخانها والمواقف التي يتخذانها حيال كل الملفات الدولية، وخصوصاً ما يتعلق بأمنهما القومي، ترقى إلى مستوى التحالف الاستراتيجي الذي يجبرهما الغرب والتفرد الأمريكي والبلطجة العسكرية والسياسية لكليهما على قرب إعلانه وإن طال الزمن قليلاً.
السياسة الصينية الرزينة تترك الباب موارباً لمن يشاء سواء أكان ذلك الولايات المتحدة أم من يصطف وراءها في تحالفات عدوانية للانخراط في شراكة متعددة الأقطاب تنعكس إيجاباً على العالم برمته، بدلاً من التفرد والسيطرة والاستبداد، وشعور الدول التي يقع عليها هذا الضرب من السلوك بالظلم والاستعباد والقمع ومصادرة الحريات والقرار والسيادة.
بكل تأكيد، رغم محاولة الصين ومعها روسيا على مدار عقد ونيف من الزمن الدعوة إلى شراكة عالمية عادلة والتي كان آخرها في القمة الروسية – الصينية المشتركة، إلّا أن مثل هذه الدعوات لم ولن تلقى أذناً مصغية من هؤلاء الذين اعتادوا على التفرد والسيطرة والاستغلال، لكن بكل تأكيد أيضاً إذا لم يسعوا إلى تغيير سلوكهم المتفرد بإرادتهم فإنّ التغيرات العالمية ستأتي لا محالة رغماً عنهم، ولنا في قادم الأيام أمل كبير.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار