أسعار البطاطا والثوم تثقل كاهل المواطن.. و«السورية للتجارة»: لا نخزن المادتين
دمشق- حسام قره باش:
ما زالت مادتا البطاطا والثوم تتصدران المشهد غير المألوف سعرياً في الأسواق مع تسجيلهما أعلى سعر للكيلو الواحد منهما في قائمة الخضار التي يحتاجها المواطن في غذائه أو للمونة، فسعر كيلو البطاطا في أغلب أسواق دمشق يتراوح ما بين 7500 – 10 آلاف، بينما الثوم يواصل قفزاته السعرية من 25 إلى 40 ألف ليرة مع كل المؤشرات التي تشير إلى استمرار ارتفاع أسعاره، متخطياً الموز الذي اعتدنا تصدره المشهد كأغلى مادة بين الخضار والفواكه وبأضعاف مضاعفة.
البطاطا إلى انخفاض
في هذا السياق أوضح مدير تسويق المنتجات الزراعية في المؤسسة السورية للتجارة سامر كوسا في تصريحه لـ “تشرين” بالنسبة للبطاطا أنها مرت بفترة انقطاع وتمت تغطيتها لاحقاً بقرار اللجنة الاقتصادية من خلال السماح باستيراد كميات منها خصصت للتجار ولم تخصص أي كمية منها “للسورية للتجارة” التي بقيت كأي قطاع آخر و حتى تطرح في صالاتها كان لا بدّ من شرائها من التجار لعدم وجود إنتاج لها والذي بدأ حالياً منذ أسبوعين، مبيناً أنه مع توفر المادة جرى إرسال اللجان إلى الحقول للتسوق مباشرة من الفلاحين لطرحها بالصالات قريباً و سيكون انخفاض سعر البطاطا ملحوظاً جداً من قبل المستهلك.
وعزا سبب الانقطاع لعدم وجود عروة مع انتهاء العروة الخريفية التي يكون عادة تخزينها محدوداً لا يتعدى الشهر، و لهذا كان لا بدّ من حدوث فترة انقطاع لشهر ونصف الشهر تقريباً إضافة لما تلعبه الظروف المناخية بتبكير أو تأخير نزول العروة الربيعية، مضيفاً أن التخزين للفترة المقبلة يبدأ الشهر الثامن والتاسع، والبطاطا عموماً كل فترة من السنة يحدث فيها انقطاع وترتفع أسعارها ولهذا تخزن وتطرح ريثما تنزل العروة الجديدة.
ونوه بأن خلال هذا الشهر سيبدأ نزول الإنتاج للأسواق وسيكون هناك انخفاضٌ ملحوظٌ بالأسعار للبطاطا وخاصة الخضار عامة، مشيراً بعدم وجود كميات محددة للاستجرار من قبل “السورية للتجارة” لتعلق الأمر بحاجة الصالات والفروع وحركة التسوق التي تلعب دوراً في تحديد الكميات، واستجرار 100 طن يومياً يكون لتغطية حاجة الصالات وسيكون التسويق الحالي للمؤسسة من مادة البطاطا بغرض الطرح المباشر للبيع و ليس بغرض التخزين.
وأضاف: يتعلق التخزين أيضاً بتوفر السيولة وطلبات الفروع وجهات القطاع العام التي يستجر بعضها حوالي ألف طن شهرياً، وكل هذه الأمور تلعب دوراً في موضوع التخزين وعموماً فالكميات التي سيتم تخزينها في المؤسسة كميات جيدة تتعدى 1000 طن، إذ إن فرع دمشق وحده كان يتسوق بحدود الألف طن بالعروة الواحدة وليس على مدار العام للتخزين وليس للبيع المباشر، علماً أنّ “السورية للتجارة” تخفض أسعار البطاطا عن أسعار النشرة التموينية بنسبة 5٪ حتى يصل المنتج للمستهلك ويشعر بفارق سعري عن السوق كما ذكر.
الثوم مادة أقل أهمية
أما بالنسبة لموضوع الثوم، فرأى أنّ لدى المؤسسة محاصيل أساسية يحتاجها المواطن في حياته اليومية كالخضار من بطاطا وبندورة وبصل وهي يومية ومحاصيل أخرى لها دور في الاقتصاد الوطني كالتفاح والحمضيات التي تنتج بكميات ضخمة، لذلك يوجه الاهتمام إلى المحاصيل الأساسية التي يقال عنها خبز السوق و يجري العمل الدؤوب على توفيرها يومياً للمواطن في حين أن الثوم موسمي وقصير المدة و لا تخزنه “السورية للتجارة” لكون تخزينه قد يفسد بقية المحاصيل الأخرى المخزنة في الصالات بسبب روائحه الغازية التي تؤثر على المواد الأخرى.
وتابع: نتعامل مع الثوم حسب حركة السوق وفق العرض والطلب ونحاول قدر الإمكان كسر حلقة سوق الهال بحيث لا يبقى فيه سيطرة للتجار على السوق على الأقل ضمن الحصة المتاحة “للسورية للتجارة” من السوق حيث نعمل على التسوق من الفلاح مباشرة و نوفر عليه أجور النقل والتكاليف و(الكومسيون) الذي يدفعه في سوق الهال وبهذه الطريقة يمكننا طرح المادة بأقل سعر من السوق وحسب المتوفر يجري العمل، خاتماً بأن أسعار الثوم متغيرة وليست ثابتة تبدأ بالأخضر وتنتهي باليابس.
بيضة: الفترة القادمة سيزداد عرض الثوم وستستقر أسعاره
رأي حماية المستهلك
بدوره أوضح مدير حماية المستهلك بدمشق المهندس محمد ماهر بيضة لـ “تشرين” أنّ الثوم وسعره يخضع اليوم للعرض والطلب كما يوجد منه عدة أصناف كالثوم الأخضر والنصف جاف واليابس الجاهز للمونة، ويتوفر بنوعين البلدي البذرة الصينية وكل نوع له أحجام متعددة وله سعره تبعاً للصنف و حجم الحبّة ودرجة الرطوبة فيه وتعدد طرح أشكاله في الأسواق، فالتباين السعري عائد للصنف ونسبة اليباس وقابلية المادّة للمونة.
ولفت مدير التجارة الداخلية إلى أنّ زيادة الإقبال المفاجئة بالتالي انخفاض الكميات المطروحة أمام الطلب، هو ما أدى الى ارتفاع الأسعار، متوقعاً أن يزداد العرض من مادّة الثوم خلال الفترة القادمة وستستقر أسعاره فالموسم مازال في ذروته، مؤكداً الجاهزية التامة للتعامل مع أي شكوى ترد من قبل المواطن إذا ما شعر بغبن وتفاوت كبير بالأسعار.