الأمل موجود دوماً حتى عندما نعرف بأنه لن تكون هناك نتيجة علينا أن نحاول، فالسياسة هي فن الممكن.
يشارك السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد في أعمال القمة الـ33 المنعقدة في مملكة البحرين بعد مشاركته في قمة الرياض في رسالة مفادها دعم دور الجامعة العربية في العمل وضرورة بذل أقصى الجهود لمواجهة الأوضاع الخطيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعمل من أجل الوقف الفوري لآلة القتل الجماعي والإبادة والتهجير والتجويع التي يمارسها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، وضرورة الوقف الفوري للعدوان وضمان الوصول غير المشروط وغير المعوق للمساعدات الإنسانية له بشكل فوري.
وتأتي قمة البحرين في سياق جديد من حيث تغير مزاج الشارع الغربي، من قضية فلسطين وهذه فرصة لم تكن متوافرة للقمم السابقة أن هناك مزاجاً غربياً مائلاً إلى نصرة الفلسطينيين ورفع الظلم الواقع عليهم طوال السنوات السبعين الماضية.
والنقطة الثانية الإيجابية هي العجز الإسرائيلي أمام المقاومة الفلسطينية، فقد كانت «إسرائيل» تُنجز ما تدعيه.. خلال أيام، الآن سبعة أشهر ولم تنجز ما كانت تنجزه بتلك السرعة، ما يشكل فرصة لاتخاذ قرارات هامة وجريئة.
والنقطة الثالثة الصحوة العربية وفضح الأكاذيب الأمريكية والغربية، أضف إلى ذلك المتغيرات التي فرضتها صمود المقاومة في غزة، فاليوم تبدو الأمور أكثر تعقيداً، مع مراوحة في المفاوضات، في وقت تتواصل فيه المعارك في مناطق عدة من غزة، مترافقة مع قصف إسرائيلي عنيف على القطاع، ما دفع موجات جديدة من الفلسطينيين إلى النزوح.
وعلى العكس مما يتوقعه البعض ثمة مزاج عربي متغيّر، وهذا ما يبدو واضحاً من الكلمات التي ألقيت في القمة، وقد نرى صفة الإلزام في البيان الختامي ونتجاوز فكرة بِمَن حضر.
إنّ عقد القمة في البحرين وما ستخرج به من مقررات ستكون بمثابة تعبير عن رسالة قوية من القادة العرب المشاركين بأن أي قرار يصدر سيكون له وقعه.
وإلى جانب القضية الفلسطينية تناولت القمة محاور عدة منها ترسيخ الحلول السلمية في المنطقة واستكمال متطلبات التكامل الاقتصادي.
ولفتت إلى أن الممرات البحرية الحيوية لا تشكّل فقط أهمية لدول المنطقة، بل لاقتصاد العالم كله لما تملكه المنطقة من ثروات، ما شكل إجماعاً على أهمية المحور المائي.