الموضوع ولعان ما بين «أبوي وإمي» على قصة سمعاها من الجيران، ولكل واحد منهما شهوده وأقواله ما بين مصدّق وغير مصدق لحادثة أرويها لكم كما سمعتها من دون زيادة أو نقصان:
«أم حمدان» بّح صوتها، وهي تسبّ وتلعن وتتمنّى المرض والموت للحرامي وعائلته وجدود جدوده، فاللص سرق لهم منزلاً بكل ما فيه من كهربائيات، وهذا المنزل كانوا يجهزونه لابنهم الموظف الذي سيتزوج من بنت أختها الممرضة في مشفى حكومي صباحاً، ومساء في مشفى خاص.
المصيبة، أن العائلة تعيش على القروض والجمعيات والمناوبات، أكيد أنها مصيبة كبيرة بحجم فاجعة، لذلك كان الأهل والجيران يحاولون المواساة والتخفيف ما أمكن من الوجع والآلام في بيت حمدان على ضوء الشموع وبلا ضيافة، لأن الحرامي سرق مع البراد والغاز والتلفاز بطارية اللدات وجرة الغاز بكل مافيها من غاز.
والمواسون يومها، انقسموا فريقين: فريق يسبّ ويؤمن على كل ما تلفظه أم حمدان وأختها، وفريق آخر مع كنتها والجدة يطالبها بالمسامحة، وأن تشكوه لله، من دون «الدعوات» عليه وعلى الأولاد.. فالظروف صعبة، وأحوال الناس لا يعلم بها إلا الله.
وما بين يجوز ولا يجوز توترت الأجواء، واختلفت «النسوان»، وزادت مشاعر الاستنكار مع كل شهقة بكاء للعروس التي سيؤجل موعد زفافها، وربما خالتها «تفركش» الخطبة حتى لو كان الصهر ابن أختها، مادامت الخسائر بحجم براد وغسالة وتلفاز وبطارية شحن اللدات.
وهذه الكهربائيات ذكرها حمدان في البلاغ الذي قدمه لمخفر الشرطة بالتفصيل، وبعد شهور تم القبض على اللص الذي اعترف بالسرقة وأضاف على القائمة «طقم طناجر تيفال» غاب عن ذهن أم حمدان في زحمة المصائب وتسعيرة البراد وصعوبة تأمين جرة غاز.
واللص مثّل الجريمة، وتم حجزه ريثما ترفع قضيته للمحكمة ويصدر الحكم بحق لص سرق مع الكهربائيات فرحة العرسان و«شقى» عمرهم، وما تملكه عائلتاهما من مدخرات.
لكن المفاجأة كانت لحظة وصول شرطي البلدية لبيت «أبو حمدان»، وتسليمهم دعوى قضائية رفعها عليهم اللص الذي بات بريئاً من جرم السرقة _من دون معرفة الأسباب_ ويطالب اليوم بكل فجورٍ ووقاحة بشرفيته وتعويضه بالمال والاعتذار عن كل شتيمة قذفته بها أمّ حمدان ومناصروها ذات مصيبة حلت عليهم ومازالت تتأرجح بين دعوات المحكمة ودعوات أم حمدان وكنتها وأختها وجدة العرسان.. وقد أجمعوا على شرعنة دعواتهم لأنه «ابن حرام».
وصال سلوم
71 المشاركات
قد يعجبك ايضا