أعيدوا الثقة
منذ فترة قريبة أعلنت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أنه ستتم إضافة مواد غذائية استهلاكية جديدة إلى البطاقة الذكية خلال الفترة القادمة، وذلك “حرصاً ” منها على مصلحة” الأخ المواطن”، ذلك في محاولة منها للتخفيف عنه في ظل الظروف الراهنة من دخول متهالكة وأسعار لا ترحم.
وعلى قلة المواد التي سيتم إدراجها وعدم كفايتها لحاجة المواطن إلّا أنها كانت مقبولة لدى البعض ولا بأس بها من مبدأ “بحصة بتسند جرة “.
لكن المفاجىء وبعد مرور أيام على هذا التصريح أنه تم حذف مواد كانت أساسية مدرجة، منذ فترة طويلة، ضمن بند الاستفادة منها على البطاقة الذكية عبر تطبيق ” وين”، وهذه المواد هي السكر المباشر والرز المباشر والمتة، طبعاً من دون أي توضيح ومن دون سابق إنذار، كما هي الحال في كل مرة، كأن المواطن لا يهمّ إن علم أم لم يعلم، إذ إنّ عليه أن يتقبل أي إجراءات مفروضة عليه من بعض الجهات برحابة صدر ومن دون أن ينبسَ ولو ببنت شفة.
كما ذكرت؛ الكمية ليست كافية، وحذف المواد ربما لن يكون المشكلة الأساس، بل المشكلة في أن يتم اتخاذ قرارات تؤثر في معيشة المواطن من دون إطلاعه على حيثيات ما يحصل من إجراءات، ومن دون تبيان السبب، فليظهر أحد من المسؤولين عن التطبيق أو من الجهات المعنية ويبين الأسباب التي دعت إلى ذلك الإجراء وفرضه كأمر واقع، كأن يقول مثلاً: إنّ بعض المواد المدرجة على البطاقة غير متوافرة حالياً، لذلك سيتم حذفها من التطبيق لفترة محددة أو بشكل دائم، وكلنا ثقة بأن المواطن الذي تفهم ظروف الحرب لسنوات وصبر وصمد لن يقف عند تلك المسألة، لذلك فقط أشعروه بأنكم تحسبون له شأناً ويهمكم أن يتفهم ظروفكم.. الثقة باتت شبه مفقودة بين بعض الجهات والمواطن، فلتعيدوا بعضاً منها عبر إشراكه فيما تفكرون.