التعاضد والتكاتف في المحن
حملت السيدة أم زياد من محافظة السويداء “جزدانها” البني الصغير وفيه راتبها التقاعدي، وجاءت على عصاها لتقول: “خذو مني هذول يا ستي.. هذول راتبي التقاعدي وكل شي بملكو.. ودوهن ع حلب واللاذقيه كلهن ولادنا يا ستي”.
حال أم زياد حال معظم السوريين الشرفاء من أبناء الوطن المخلصين، الذين هبّوا للمساعدة كل حسب مقدرته، في الزلزال الذي ضرب عدداً من المحافظات السورية، ولم تلوثهم السياسة والطائفية البغيضة وغيرها من المصطلحات المسيئة للوطن وترابه، وللمدافعين عنه في كل زمان ومكان.
تعاضد وتكاتف السوريين اليوم يعكس لحمة تاريخية، تبرهن حقيقة عن الأصالة لدى السوريين في وقوفهم إلى جانب أهاليهم في المحن، يدفعهم الأمل بغدٍ مشرق يغسل عنهم هموم ووقع الزلزال، خاصة حين يرون قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة أسماء الأسد بينهم في حلب واللاذقية يشدان من أزرهم ويواسيانهم ويقفان على احتياجاتهم ومتطلباتهم المختلفة، مؤكداً بذلك أنه ابن هذا الشعب البار، الذي لم يخذله قط في مختلف معارك التحدي التي واجهت الوطن.
وفي دلالة كبيرة على تعاضد وتلاحم الأهالي مع الوطن، ومع مدنهم يثمن السيد الرئيس ذلك خلال نقاشه مع أعضاء غرفة العمليات الخاصة لمعالجة الزلزال في حلب بقوله “نحن نعلم محبة أهل حلب لمدينتهم وهذه نقطة قوة تستند عليها مؤسسات الدولة في عملها خلال الأزمات”، واعتبر أن الدعم الحكومي في هذه الأوقات يصبح من دون قيمة إن لم يكن مستنداً إلى رؤية أهلية ومحلية تقوم بشكل أساسي على تحديد الأولويات للاحتياجات.
كما أشارت السيدة أسماء الأسد لهذا التعاضد والتكافل بين أهاليها معتبرة أن أهالي حلب أصبحت لديهم خبرة كبيرة في التعامل مع الأزمات بعد 12 سنة من الحرب القاسية على مدينتهم، لذا فإنهم قادرون على التعامل مع كارثة الزلزال ومعالجة تداعياتها.
إنّ حجم هذا التكافل والتعاضد من أبناء الوطن كافة، من الداخل والخارج من أبناء الجالية السورية أيضاً، يعكس مدى ارتباط أبناء الوطن بوطنهم الغالي، على أمل دحر قوى البغي والعدوان، التي لا تزال تقف في وجه وتطلعات أبناء الوطن في السلم والراحة، والانتقال لمرحلة التعافي في جوانب الحياة كافة، التي خلفتها الحرب على الوطن من تلك القوى الظالمة الاستعمارية الجديدة بأشكالها المتعددة.