تعوّد العالم منذ اليوم الأول للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا على كمّ الكذب الذي ساقه الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة ضد روسيا الاتحادية، فيما يتعلق بـ«شيطنتها» في كل المجالات، وعلى وجه الخصوص الجانب الإنساني واستهداف المدنيين، حتى وجد المتابع أن العملية العسكرية الروسية الخاصة لم تستهدف عسكرياً أوكرانياً واحداً ولا منشأة عسكرية، بل تستهدف المدنيين والبنى التحتية والمستشفيات والمدارس وكل ما يتعلق بحياة الأوكرانيين فقط.
وليدعم الغرب كذبه وافتراءه وتضليله الإعلامي، عمد منذ الأيام الأولى للعملية العسكرية إلى حجب الأقنية الإعلامية الروسية، كما فعل خلال فترة الحرب على سورية، على مدى عشر سنوات مضت، لأنه يعلم أن كذبه لن ينطلي على الرأي العام العالمي، إذا كان هناك رأي وصورة وشاهد آخر يدحض خداعه وأضاليله.
المفارقة، أنهم بالأمس فقط لم يكذبوا عندما سقط الصاروخ الأوكراني على الأراضي البولندية، ولم يجاروا المخادع زيلينسكي عندما حاول اتهام روسيا بإطلاق الصاروخ، ولكن لِمَ لم يكذبوا هذه المرة؟!
في الحقيقة لم يكذبوا، لأنهم كانوا أمام خيارين أحلامها مرُّ:
الخيار الأول: إذا كذبوا فإنهم سيضطرون لتفعيل المادة الرابعة من قانون حلف شمال الأطلسي، لأنه في سقوط الصاروخ عدوان على دولة من دول الحلف، وهو ما لا يريدون فعله، لأن خطتهم هي استنزاف روسيا من دون الدخول معها في حرب ستكون عواقبها وخيمة عليهم.
أما الخيار الثاني، فإنهم إن كذبوا ولم يردوا فإن هيبتهم المصطنعة سوف تذهب أدراج الرياح، وأنهم يكذبون عندما يقولون: سنردّ على أي عدوان روسي.
في المحصلة: بالأمس فقط لم يكذب الأوروبيون والولايات المتحدة الأمريكية بشأن روسيا، لا لأنهم أرادوا أن يقولوا الحقيقة أو استفاق ضميرهم فجأة، بل لأنهم لم يستطيعوا أن يكذبوا وفقط.
هيثم صالح
36 المشاركات
قد يعجبك ايضا