شمّاعة الأخطاء
تكاد لا تمرّ جولة من جولات ومراحل الدوري الممتاز لكرة القدم إلّا وتكون هناك حالات استقالة أو إقالة لأحد مدربي أنديتنا، والسبب إما خسارات متتالية أو تعادلات، وإما عدم القدرة على تحقيق أي انتصار!.
ومجلس إدارة أي ناد يريد حفظ ماء وجهه إزاء النتائج المتواضعة مثلاً من خلال إقالة المدرب الذي لم يمضِ على تعيينه سوى بضعة أسابيع إن صحَّ التعبير، وذلك من أجل تغطية أمور من تحت الطاولة وكسب الجمهور بالدرجة الأولى.
والمدرب دائماً هو شماعة الأخطاء في حال الخسارة، والسؤال المطروح هنا: لماذا لا يأخذ هذا المدرب فرصته لإظهار ما لديه من أمور فنية وقراءة إيجابية لمستوى الفريق بشكل عام؟.
فكم من نادٍ خلال الجولات الخمس الماضية قام بتغيير المدرب؟ بل منهم من غيّر أكثر من مرة؟ والأمثلة كثيرة نذكر منها؛ نادي حطين بدأ مع أحمد عزام ونتيجة الخلاف حول استقدام اللاعبين والتعاقد معهم قدم استقالته في فترة التحضير وتابع بعده مصعب محمد الذي لم يكمل دورة الصحفيين التي كانت “البروفة “الأخيرة قبل الدوري فآثر الابتعاد ليكمل المشوار عبد الناصر مكيس، وفي تشرين بدأ مع عمار الشمالي ثم رأفت محمد والآن مع هشام كردأوغلي، والجيش بدأ مع رأفت محمد والآن حسين عفش، وبدوره المجد لم يكن أوفر حظاً من غيره فقد بدأ مع الشربيني الذي قدم استقالته ليترك الفرصة أمام محمد خلف الذي مني بخسارة قاسية في أول اختبار له أمام الوثبة، والوحدة الذي عليه إشارات استفهام متعددة بدأ مع زياد شعبو الذي يطالب الإدارة الآن بمستحقاته المالية بعد إقالته، ثم تمّ تعيين عمار الشمالي.
لماذا لا تكون هناك نظرة مستقبلية في الأندية حيال هذا الموضوع؟ ولماذا لا يأخذ المدرب فرصته في التدريب ولمدة فترة الذهاب مثلاً قبل اتخاذ أي إجراء بعد نهاية مباراة أو اثنتين؟.
والمدرب مثل حجر الشطرنج ليست لديه أي مشكلة بل يتنقل من ناد إلى آخر وربما بعقود عالية بين ناد وآخر، والخاسر الأكبر هم اللاعبون الذين يتناولون جرعاتٍ تدريبية وأسلوبَ لعب مغايراً بين مدرب وآخر، سيؤثر حتماً كذلك الأمر في عملية الانسجام مع هذا المدرب أو ذاك.
ليكن العمل في الأندية أكثر إيجابية من خلال دراسة متأنية في اختيار المدرب الذي سيقود المهمة خلال الموسم الكروي، ولا تكن مسألة الإقالة مجرد خسارة أو أكثر، لتحقيق الفائدة الفنية للاعبين على أقل تقدير.