على هامش انتخابات الإدارة المحلية..
كانت جدتي وبعدها والدي ووالدتي- رحمهم الله جميعاً ورحم أمواتكم- كانوا عندما يشاهدون الاجتماعات على التلفزيون، أو يسمعون أن وفداً حكومياً يزور المحافظة ، أو أنه تم إيفاد مدير عام عليه العين للترويج لأمر ما، أو عندما نطلب منهم المشاركة بانتخابات مجلس الشعب أو الإدارة المحلية، يقولون بتهكم: “شبعنا خبز”..
هنا لن نتحدث عن أهمية الإدارة المحلية ولا القانون الخاص بها، لكن يجب أن نسلط الضوء على أداء الأعضاء المنتخبين في دورات الإدارة المحلية وهل أتيح لهم -أي أعضاء مجالس المحافظات والمدن والبلدات- أن يمارسوا حقهم في الرقابة وما أعطاهم القانون من دور
في الدورة الانتخابية التي أنتجت المجالس قبل الماضية، كان مجلس المحافظة يعجز عن استجواب أو إلزام (مدير مبقرة) من حضور جلسات المجلس حتى (بتبويس الذقون) .. وأكثر من ذلك.. وهذا ما عشناه أيضاً، أنه لا يتم دعوة أعضاء مجلس المحافظة للمشاركة في الجولات الحكومية ولا لحضور اجتماع يعقده هذا الوزير أو ذاك في قاعة مجلس محافظة طرطوس إلّا وزير الإدارة المحلية، وليس في كل الاجتماعات!
في مجالس المدن مثلاً يكون صاحب القرار (الشائك) هو المحافظ، ولا أقصد محافظة بعينها بل إن ما سمعناه في كثير من المحافظات يؤكد أن هناك من يصادر قرار مجالس المدن.. بل أكثر من ذلك فقد يمنع على مجلس المدينة مراسلة وزارة الإدارة المحلية، إلّا عن طريق المحافظ.. بمعنى؛ سيقوم بالإطلاع على كل المراسلات حتى لو كانت شكوى ضده!
نعم .. يتاح لأعضاء مجلس المحافظة تقييم أداء هذا المدير أو ذاك، والمطالبة بتغييره، إن كان لضعف الأداء أو عدم الفعالية .. لكن كم مرة (طرنب) مدير فاسد (بالورقة والقلم) كمدير مبقرة مثلاً مرافعات أعضاء المجلس وقراراته أيضاً، وبقي على الكرسي ( بمحور ) و ( الأعضاء ) يعتذرون .. هذه هي الصورة المألوفة وهي من وقائع الاجتماعات والمداولات والمحاضر ..
وإذا كان لا يتاح لأعضاء مجلس مدينة أو محافظة الحضور والمشاركة مع وزير التجارة الداخلية في جولة على الأسواق وتقييم أسعار المواد والسلع أو على مخبز ما، وتقديم الرأي والمشورة .. حينها لن نشبع خبزاً.. يرحمنا ويرحمكم الله!