سياحتنا ليست لنا..!

قبل الدخول في الحديث عن السياحة الشعبية في بلدنا, لا بدّ من سؤال، أعتقد أنه يشغل بال الكثيرين: هل بقي لنا منها شيئ نحن أصحاب الدخل المحدود, وقُبلة من أصبحت..؟ في ظل تداعيات أزمة لم تترك لذوي الدخل المنهار , التفكير ولو بأقل ملذات الحياة البسيطة, وهنا لسنا في صدد الحديث عنها , بقدر ما نريد الحديث عن أهم مكونات السياحة الداعمة للاقتصاد خلال عقود من الزمن مرت بها بلدنا , باستثناء سنوات الحرب الظالمة والاعتداءات الإر*ها*بية على السياحة ومكوناتها المختلفة , ناهيك بالحصار الاقتصادي والعقوبات التي نالت من هذا الجانب المهم من حياة شعبنا ومداخيل رزقه.!
وبالعودة إلى ميدان السياحة الشعبية التي حافظت إلى حدٍّ ما على مكانتها ضمن مقاييس السياحة العامة, رغم انشغال الدولة بتضميد جراح المؤامرة الكونية وحربها المسعورة –ومازالت- إلّا أنها لم تترك باباً تستطيع الدخول منه إلّا وفعلته, لكن ذلك لم يكن بالشكل المطلوب ,خصوصاً في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي فرضتها الحرب…!
لكن بالإطار العام لابدّ أن يأخذ هذا التفكير حيزاً كبيراً من الجدية باتجاهه, وخاصة إذا أدركنا أهمية الدور الاجتماعي الذي تحققه السياحة الشعبية وتلعبه ضمن مضمار التنمية المستدامة، وزيادة مداخيل الأسر, وتعدد مصادر الموارد والتمويل الداعم للمشروعات الصغيرة والمتناهية في الصغر والتي تعدّ أهم اتجاهات الأفراد والأسر نحو مشاريع السياحة الشعبية لتحسين مستويات المعيشة ..
والسؤال هنا: نحن كطبقة أصحاب الدخل المحدود , هل أصبحت السياحة الشعبية مقصدنا, وهل بالفعل نستطيع ممارسة هذا النشاط , أمام الغلاء الفاحش في أسعار الخدمات , مقابل تراجع كبير في الدخل ..؟
الإجابة لا تحتاج كثيراً من العناء , أو التفكير لإيجاد رد يرقى إلى مستوى أهمية ما نطلب تحقيقه لنكون من رواد هذه السياحة التي أصبحت حلماً لكل مواطن, حسابات التكلفة ترهقه ، وأسعار خدماتها لا تناسبه, ودخله لا يساوي سياحة يوم واحد فيها ، والأهم مزاحمة الطبقة الميسورة له والتي أصبحت مقصدها..؟!
وبالتالي رحلة البحث عن الحل، لا تحمل تباشير طيبة في ظل ظروف معيشية هي الأصعب في تاريخ بلدنا , فالتفكير بسياحة شعبية بعيد، في ظل حالة إرهاق نفسي ومادي كبيرين، وتداعيات نقص أساسيات المعيشة, وغيرها من أسباب تحول بيننا وبين شعبية سياحتنا , إذ اقتصرت على طبقة ميسورة قليلة العدد , وحرمت علينا كل مقاصدها , إلى أن يؤذن لنا بمعيشة أفضل , ونحن بانتظارها ..!؟
Isaa.samy68@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار